فصل -7 -

17 0 00


عاد المستشار برديكاس ومعه بعض الوجهاء فوجد الحاكم في انتظاره، ومعه صاحب الشرطة وعرض عليهم نتيجة لقائه بالثائرين، وبدأ الحديث قائلا: سيدي حاكم الإقليم، لقد رفض الثائرون الانصراف، ويصرون على تلبية مطالبهم أولا،.

ينظر الحاكم إلى الحضور متسائلا:

ـ وما العمل الآن مع هؤلاء ؟

فيرد صاحب الشرطة على الفور.

ـ أرى أن تسارع فخامتكم بطلب المدد من والي مصر وتوضح له أن الإقليم مهدد بثورة من الفلاحين والعمال، ويجب إخماد هذه الثورة قبل أن يستفحل خطرها ونفقد السيطرة عليها.

ـ رأي صواب أيها الضابط، هذا ما سأفعله.

ـ حسنا سيدي ولكن يجب التصرف السريع، فالأمر جد خطير، ولا يحتمل الانتظار أو التأخير.

يلتفت الحاكم إلى مستشاره برديكاس طالبا منه في حزم أن يكتب حالا رسالة إلى الوالي ويطلب منه المدد السريع، ويبعث بها مع رسول مؤتمن، ويشدد على ضرورة الرد السريع للأهمية القصوى، فيجيب برديكاس: سمعا وطاعة سيدي وسأبدأ التنفيذ فورا.

خرج برديكاس لتنفيذ المهمة، ثم وقف صاحب الشرطة يتأهب للانصراف وهو يعلق على ما حدث قائلا: لابد من أخذ هؤلاء المتمردين بالشدة، فهم قوم معاندون متعبون لا ينصاعون إلاّ بالقوة.

يوافق الحاكم على مقولة صاحب الشرطة، ويضيف معقبا: المشكلة أنهم يعتقدون أنهم أصحاب حق لأنهم أصحاب البلد الأصلاء ويريدون أن ينازعونا السلطان بل إن بعض زعمائهم يدعي أنه من حقهم أن يكون لهم رأي فيما يتخذه الحاكم من قرارات.  

يبتسم صاحب الشرطة في سخرية وهو يقول: هذه جرأة لا ينبغي السكوت عليها، أو التسامح معها، كيف لهؤلاء الرعاع أن ينازعوا أصحاب السلطان ويناطحوا سادة القوم !

فجأة يدخل عليهم زينون كبير الحراس منزعجا صائحا: سيدي الحاكم أتتنا أخبار تفيد أن الثائرين سيأتون إلى هنا ويقتحمون القصر.

ـ ألم تقل أنهم يجتمعون في الأجورا، وأنهم متمركزون هناك !

ـ أجل سيدي ولكن يبدو أنهم يفكرون في السير إلى هنا، طبقا لما وصلنا من أنباء شبه مؤكدة.

ـ دعهم يهتفون ويثرثرون حتى يأتينا المدد، ثم يتجه إلى صاحب الشرطة  - موبخا ومؤنبا -  كنت في المرات السابقة تحسن التصرف، وتقضي على هذه التجمعات الثائرة، وتخمد الفتنة في مهدها.

ـ كان العدد قليلا يا سيدي، أما الآن فما معي من الجند والسلاح لا يفي بالغرض، وهم مصرون على مطالبهم، وما عادوا يهابون التهديد والوعيد، ولكن لا تقلق، فحينما يأتي المدد من عند الوالي سوف نقضي على هذه

الشرذمة الضالة، ويعود الهدوء والأمن للإقليم كما كان، أعدك بهذا. 

ـ سوف نرى.