مر وقت ليس بالقصير، والحاكم ومستشاره يتحادثان ويتناقشان، فجأة يدخل عليهم أحد الحراس مرتبكا فزعا وهو يصيح: سيدي الحاكم، سيدي الحاكم.. أدركنا يا سيدي.
يلتفت كريتياس منزعجا ويسأله في حدة، ماذا بك يا زينون ماذا حدث ؟ تكلم أخبرني.
ـ أبناء الإقليم ثائرون ومضربون عن العمل، وهم الآن مجتمعون في الأجورا ويزيد عددهم ساعة بعد ساعة.
ـ الأجورا! تقصد السوق اليونانية.
ـ نعم سيدي ووصلت إلينا أنباء بأنهم ينادون بمطالب كثيرة، ويزعمون أنها حقوق لهم ولن يتنازلوا عنها أبدا.
ولماذا لم يتصرف صاحب الشرطة ؟
ـ يقول أن ما لديه من قوات لا يكفي لردع هؤلاء الثائرين الغاضبين.
يتدخل برديكاس في الحديث مقترحا على الحاكم أن يرسل من يتفاوض معهم، بدلا من استعمال العنف وتصعيد الموقف، يصمت كريتياس قليلا ويقلب االفكرة في ذهنه ثم يلتفت إلى برديكاس قائلا: اذهب أنت وخذ معك بعض الوجهاء وحاولوا إقناعهم بالانصراف بالحسنى عسى أن يستجيبوا لكم وتنتهي الأزمة، وبعد عودتك نعقد اجتماعا بحضور صاحب الشرطة لتطلعنا على ما توصلتم إليه.
يخرج برديكاس وخلفه الحارس زينون، ويبقى كريتياس يفكر مهموما، ويتساءل ترى ما العمل إذا لم ينصاع هؤلاء المتمردون لنصيحة الوفد الذي أرسلته ؟ في هذه الحال لابد من عقابهم حتى يكفوا عن عبثهم ويعودوا إلى أعمالهم، إنهم مخربون، وراغبون في إثارة القلاقل وتعكير صفو المدينة، كأن العناد سمة من سماتهم، أنهم يشوهون صورتي ويحرجون موقفي عند الوالي، لقد فاض الكيل وأصبح الأمر لا يحتمل.