فى بيت محمود
جلس محمود على الاريكة يحك ذقنه مستغرقا فى التفكير
تحية : محمود !!
محمود بخضة : عايزة ايه يا وليه خضتينى ابقى قولى احم ولا دستور حرام عليكى قطعت الخلف
تحية بغيظ : ما انت الى قاعد سرحان مالك يا محمود فى ايه ؟
محمود : انتى ايه الى حشرك امشى غورى مش خلقتى حضرتى الغدا.. امشى ومش عايز اشوف وشك دلوقتى
ضرب محمود عده ارقام على هاتفه : ....... الو
الشخص : ايوة يا محمود بيه
محمود بضيق : الغى العملية يا ابنى لو فى جديد بلغنى وخليك على اتصال معايا
الشخص بعدم فهم : امرك يا محمود بيه ... بس حضرتك ليه يعنى الغى العملية
محمود بنرفزة : اسمع الى بقولك عليه
الشخص : حـ حاضر يا بيه اسف
اغلق محمود الهاتف بغضب فى وجهه
****************************************************
فى منزل اسماعيل اجتمع كلا من عبد الرحمن وعبد المجيد
اسماعيل بدون نفس : خير يا حاج عبد الرحمن
عبد الرحمن : انا جايلك فى موضوع مهم يخص العليتيين بس اسمعنى للاخر
اسماعيل : قول الى عندك عشان ورايا مصالح ناس واشغال
عبد الرحمن : ان شاء الله .....انا هدخل فى الموضوع على طول من غير لف ودروان..ثم نظر له نظره ثاقبة لمعرفة
ما يدور فى رأسه
اسماعيل بجمود: اتفضل انا سامعك
عبد الرحمن نكث رأسه أرضا : انا اسف على ال حصل لولدك فارس يا حاج اسماعيل ...
ثم مسك كفنه الذى احضره معه : وادى كفنى يا حاج وانا تحت امرك فى الى عايز تعمله بس ارجوك انسى حكاية التار دى
اسماعيل بدهشه الجمته فتابع قائلا : وانا اعمل ايه بكفنك لو ولدى كان ضاع منى وامه ماتت من القهر عليه
عبد الرحمن : ............................
اسماعيل : الخلاصة يا حاج سيبنى يومين افكر واقولك رأيى فى الموضوع دا بس يا ريت محدش ياخد خبر واصل
عبد الرحمن : ان شاء الله ..... استأذن قالها وهو يمد يده للسلام
اسماعيل : بدون ان يمد يده مع السلامة
تضايق عبد الرحمن من رده فعله لكن التمس له العذر فمهما كان الضنى غالى
*************************************************
بعد عدة ايام
رجع عبد الرحمن الى بيته كأنه نزلت الصاعقة عليه وبدا عليه التعب والانهاك الشديد
جلس على المقعد وخلع عبائته بتعب والقاها جانبه
عبد الرحمن بتعب وصوت لا يكاد يتم سماعه : رامى !! رامى
صباح بفزع : حاج رد عليا يا حاج مالك فى ايه ؟
عبد الرحمن بنفس التعب : رامى وسلمى !!
صباح بقلق : مالهم يا حاج
لم يرد عليها ....
صباح بصراح : رامى الحقنى الحقنى يا ولدى
...................................
رقد عبد الرحمن فى فراشه من شده تعبه
رامى بقلق : خير يا دكتور
الدكتور : واضح ان الحاج اتعرض لضغط نفسى والضغط عالى عنده كان ممكن يسبب له زبحه بس ربنا ستر يا ريت
محدش يعرضه لاى ضغط نفسى او عصبى
رامى : حاضر يا دكتور ...اخذ رامى الروشتة من الطبيب ليصرفها وقام بتوديع الطبيب
صباح ببكاء تمسح دموعها بطرف حجابها : رامى يا ولدى ابوك ماله طمنى
رامى بهدوء : اطمنى يا امى بابا كويس بس اهدى شويه ......
ماما هو ايه الى حصل لكل دا
صباح ببكاء : معرفش يا ولدى لقيته داخل البيت تعبان ومش قادر ياخد نفسه بسأله مالك قالى رامى وسلمى وبعدها
مردش عليا
رامى بقلق شديد : يا ترى مخبى ايه يا بابا
اسند عبد الرحمن ظهره على الوسادة الموضوعة خلفه على قمة السرير ..جلس يفكر فى حال ابنه وابنته ايمكن ان
ترضى سلمى بزوج رغما عنها فهو يعلم تماما انها مثل الطير الحر الذى لا يحب ان يفرض احد عليه القيود و كذلك
عنادها ....... وايضا رامى ما اذا رفضت سلمى فكرة الزواج ستبدأ فكرة الثأر تخلل العائلتين حتى يبيد احدها الاخر
ولكن فهو مهما كان هو والدها لا يستطيع ارغمها على الزواج ...... لكن هل ستوافق سلمى من اجل اخيها لحمايته
من رصاصة هائمة تبحث عن هدفها او خنجر يطعنه دون ان يدرى
**********
دخل رامى غرفة والده فوجده على حاله كمن ارهقه التفكير فى هموم الدنيا وكمن بدا عليه فى سن التسعين من العمر
على الرغم م كونه فى اوخر الخمسين من عمره
رامى بقلق : اذيك يا والدى ؟ اقترب منه حتى جلس على طرف السرير
عبد الرحمن بتنهيده : الحمد لله يا ابنى على كل حال الى كتبه ربنا كل كويس
رامى : خير يا بابا ايه الى حصل ل دا كله ؟
عبد الرحمن بالم : اقول لك ايه يا ابنى ... تابع بتنهيده :رحت عشان احل المشكلة الى سببها عمك محمود
المهم انه قالى انه ..انه طلب ايد سلمى لابنه فارس عشان يلم شمل العيلتين من جديد
رامى نظر الىه فى صدمه : ايه ؟ مستحيل سلمى توافق على حاجة زى دى وخصوصا انها لسه فى بدايه تعليمها دى
ناوية تكمل ماجستير بعد كدا
عبد الرحمن : ما انا عارف يا ابنى انته تصعبها عليا ليه .............
هو الحل دا الى قدامى يا اما سلمى توافق ثم
تابع فى غضب : يا اما موتك فهمتنى
نظر اليه رامى بصدمة اكبر .....
فنظر يستوعب ما قيل : طيب بس اهدى يا بابا الدكتور قال ان العصبية غلط عليك
عبد الرحمن ثظر الى رامى فى تمعن : خلاص يا رامى انا فكرت وقررت انا موافق واعتقد ان اختك هتقدر تقدم
التضحية دى فى سبيل حياة اخوها
رامى باعتراض : وانا مش موافق على التضحية دى يا بابا انا الكبير الى المفروض اضحى عشان اسعدها والاخر
اقدم ليها التعاسة فى حياتها
عبد الرحمن : ومي نقالك انها هتبقى تعيسة الراجل متعلم بره يعنى ذيك ذيه ..حاول رامى التحدث فقاطعه عبد الرحمن
خلاص المناقشة انتهت وانا هبغله بموافقتى
رامى متهجم الوجه : خلاص يا بابا اعمل الى انت عايزه بس انا مش راضى عن الجوازة دى
خرج رامى من غرفة والده بضيق وبعد عددة سويعات اتصل على اخته للاطمئنان عليها ولم يخبرها بما يحدث كما
امره والده ليس خوا منه لكن خوفا على اخته من الصدمة التى وضعها فيها والده
وبالفعل بعد عده ايام ابلغ عبد الرحمن موافقته على الزيجة فى وسط اعتراض من رامى وحرز من صباح وآراء
موافقة على هذه الزيجة من الطرفين .
تحسنت صحة عبد الرحمن تدريجا واعلنت موعد الزواج بعد ثلاثة اشهر دون اخبار كل من سلمى وفارس بذلك
**************************************************
سافر اسماعيل للاسكندرية لاخبار ابنه بخبر زواجه . وصل اسماعيل الى شقة ابنه بينما كان فارس فى عمله بالشركة
العالمية للاعمال الهندسية . ادخل البواب الحقائب داخل الشقة .
القى اسماعيل نفسه على اقرب كرسى ليأخد قسطا من الراحة بعد عناء السفر الطويل بعد انتهاء فارس من دوامه عاد
الى بيته ليجد والده نام على الكنت الموجد فى احدى زوايا الصالة
فارس بهمس : بابا .. بابا اصحى
اسماعيل يفتح عينيه بتثاقل : انت جيت يا ابنى ؟ حمد لله على سلامك
فارس : الله يسلمك يا بابا ..انت جيت امتى ومقولتليش ليه عشان اروح اجيبك من المحطة
اسماعيل يعتدل فى جلسته: انا لسه واصل من ساعتين ومرضتش اقولك عشان متعبكش يا ابنى
فارس يجلس بجانبه: تعبك راحه يا بابا....
يالا عشان نتعدى سوى انا جيبت اكل معايا من بره
اسماعيل : ليه يا ابنى البهدلة دى ومكلف نفسك كان يا ابنى انا عايزك مستقر فى حياتك وانت ما شاء الله اى واحدة
تتمناك نفسى اشوف عيالك قبل ما اموت
فارس يرتب على يد والده الموضوعه بجانيه : ربنا يطول فى عمرك يا حاج واذا كانت على العروسة ان شاء الله
موجوده بس نتغدى الاول وبعدين نتكلم
بعد الغداء
فارس يتنحنح : بصراحة بما انك فتحت موضوع الجواز دا انا عايز افاتحك فيه
اسماعيل : يعنى موافق انك تتجوز
فارس بابتسامة : ايوة يا بابا
اسماعيل : خلاص عروستك عندى وكمان مشلش هم من ناحية الفرح كل شئ هيتم خلال 3 شهور
فارس اقتضب جبينه : مش فاهم بس يا بابا عروس مي ندى
اسماعيل : دى بنت الحاج عبد الرحمن بيقولوا انها زى القمر
فارس بغضب : بابا انت بتقول ايه ! انا مستحيل اوافق على حاجة ذى دى
اسماعيل مستفهما : مش انت كنت موافق على الجواز ايه الى غير رأيك
فارس : ايوة انا موافق على المبدأ لكن العروسة لأ ..انا عايزة اتجوز الى بحبها
اسماعيل : خلاص انتهينا اقفل الموضوع دا انته تتجوز الى اخترتها لو فتحت كلمة زيادة لا انت ابنى ولا اعرفك
واعمل حسابك ان الحوازة دى لازم تتم عشان نحكاية التر تتقل مفوم
فارس : يعنى العروسة بنت الناس الى حاولوا يقتولنى ..انا قولتلك تحل الموضوع ودى بس مكنتش اتصور انها ممكن
توصل لجواز
اسماعيل بصوت عالى : انتهى النقاش لحد كدا انا قولت اجى ابلغك عشان متبقاش على عماك
فارس يزفر بضيق : حاضر يا بابا الى تشوفه قائلا بينه وبين نفسه ( انا هشوف يا انا يا الجوازة دى )