سلمى!تلك الفتاة العنيدة التى لم تخضع لاحد قط ، لا تعرف فى قاموسها شماعة الظروف ، فُرض عليا زوج لم تعرف عنه شئ سوى اسمه واسم عائله لاتعرف اكثر من ذلك . رجل غريب فأصبح قريب فهل سيصبح جزء منها ؟ هل ستقدر على اسعاده ؟ او ستتحمل معه المسئولية التى لم تكن تعرف عنها شئ .
هل ستتمكن من فهم رجل غريب اصبح فجأه زوجها لتشارك معه الحياة بحلوها و مرها . هل سيكون عونا لها
على طاعة ربها تمنت دوما من يأخذ بيدها الى السراط المستقيم هل هو ذلك الرجل الذى تدخل على يده الجنه
تلك ما تخبئه لها الايام ومع ذلك اتخذت القرارات المصيرية لحياتها لتظهر نتائج تلك الخيارات سواء بنجاحها
او فشلها فى المستقبل . جلست سلمى تفكر بعد استيقاظها فتارة تنظر اليه مستغرقا فى نومه وتارة اخرها
تسرح الى الامد البعيد . اقتربت سلمى من فارس ..سلمى برقة : فارس .. فارس اصحى
فارس يحاول ان يفتح عينيه : هى الساعة كام دلوقتى ؟
سلمى برقة : الساعة 8 الصبح
فارس : مصحيانى بدرى ليه ؟
سلمى : فارس قوم نام على السرير عشان ماما متشكش فى حاجة
فارس نظر اليها طيب وانتى هتعملىايه
سلمى : لا انا خلاص صحيت ومش هنام تانى متعودة على الصحيان بدرى من ايام الجامعة
فارس باستغراب : جامعة !
سلمى : ايوة انا بدرس فى الجامعة .... يلا مش وقته الكلام روح كمل نومك على السرير وانا هقعد شوية كدا
فارس ( وانا الى كنت ظالمك ومفكرك مش متعلمة حاسس انى اعرفك قبل كدا حيرتينى يا سلمى ) : حاضر
اخذ المخدة من على الكنبة لكن سلمى قاطعته : سيب المخدة والبطانية انا هظبط كل حاجة روح نام على
السرير زمان ظهرك وجعك من نومة امبارح
فارس ( ياه وكل دا وقلقانة على راحتى واناحتى مش مهتم براحتك والله غبى ) : ماشى
سملى : فى حاجة ؟
فارس : ها لا ابدا لما كمان ساعة صحينى
سلمى بابتسامة رقيقة : حاضر
*****************************************************
فى ذلك الوقت وردها مكالمات هاتفية من صديقتها للاطمنان عليا فلم تكن تعرف عنها شئ من بعد سفرها ،
لم تستطيع سلمى أن ترد عليها حتى لا تقلق فارس فأرسلت لها رسالة ( مروة أسفة والله كان غصب عنى
معرفتش ارد عليكى انا عارفة انك قلقانة عليا لما الاقى فرصة مناسبة هتصل عليكى واحكليلك على كل حاجة
خدنى بالك من نفسك : سلمى ) .
بعد فترة من الوقت اطرقت سميحة الباب حالمة صنية الطعام .
سلمى فتحت الباب بابتسامة جميلة : اتفضلى يا ماما
سميحة دخلت : صباحية مباركة يا عروسة امال فىن العريس
سلمى : فى الحمام
سميحة وضعت الصنية على الطاوبة وخرج فارس شعره مبلل بالماء
اخذت سلمى بسرعة الفوطة لتنشف شعره تحت مرأى بصر سميحة
سميحة بابتسامة : ربنا يسعد يا بنتى خرجت بعد ذلك لتدع فارس يكمل تجفيف شعره مبتعده عنه ناحية
الطاولة ثم نظرت اليه يالا عشان تفطر زمانك جعان و انا ما اكلتش من امبارح كانت تتحدث اليه بعفويه كأنها
تعرفه من سنين .
فارس بدهشة مما فعلته سلمى منذ قليل اقترب منها يكاد يلتصق بها .. بينما كانت هى تشعر بقلبها يخفق
بشدة حتى كادت ضربته تضم اذانها : انتى ليه عملتى كدا ؟
سلمى بتوتر تحاول تخفيه فاذا اقترب منها فارس اقرب من ذلك سيسمع ضربات قلبها : عملت ايه ؟
فارس اقرب اكثر مشاروا بعينيه للفوطة .... سلمى بارتباك : عشان بس ماما متشك شفى حاجة
فارس : ماشى .. طيب تمام ثم نظر الى الطاولة : طيب يالا الاكل هيبرد
كانوا يأكلون فى هدوء بينما فارس كان يختلس النظرات من حين الى اخر دون ان تلاحظه
كان يراقبها باعجاب .
بعد الافطار جهز كل منهم حقائبهم استعدادا للسفر لشرم الشيخ لقضاء شهر العسل .
هل تكون هذه المدة التى سيقضياها سويا فرصة للتعرف على الأخر والتقريب بينهم أم ستكون فترة للتخلص
من الأخر.
**********************************************************
وصل العروسان الى الجناح فى القرية السياحية التى حجز فيها والد فارس . وضع الحمال الحقائب فى الغرفة
ثم اعطى له فارس البقشيش ، ثم اخذها ووضعها فى الغرفة ليضعها ارضا .
فارس : سلمى يالا روحى ارتاحى من السفر زمانك تعبانة ، أنا هنزل اشرب فنجان قهوة تحت
سلمى بتعب : خلاص اوك
ذهبت سلمى الى السرير مباشرة لتغطى فى نوم عميق ، بينمى نزل فارس الى المطعم ليشرب فنجان من
القهوة ، ثم بعد ذلك ذهب ليتمشى على الشاطئ فى القرية .
*************************************************************
انجى : انت متأكد !
الشخص : ايوة يا انسة انجى متاكد منه مية فى المية اتفضى حضرتك ادى المكان الى نازلين فيه اعطى لها
الورقة التى يوجد فيها عنوان .
انجى : طيب تمام ثم اعطت له النقود دى العمولة بتاعتك وكل ما تجيب اخبار جديدة عمولتك هتزيد .
الشخص فرح بالمبلغ الذى اعطته له انجى وبلغ سروره بالمكافئة التى وعدته بها ليعطيها مزيد عن تحركات
انجى وفارس لتفسد عليهم ما هم فيه .
*********************************************************
وضع فارس يديه فى جيب البنطال اذى يرتديه يقذف حبات الرمال تحت قدمه .سرح بتلك الامواج الثائرة على
الشاطئ نعم تلك هى حياته لا تهدأ ابدا . فى هذا الوضع الغريب الذى لا يُحسد عليه حيث دخلت الى حياته فتاة
لم يكن يتمنى ان تكون شريكة حياته . تغريت حياته فجأه بزاوية 180 درجة . اصبح كالضائع لا يستطيع أن
يتخذ القرار المصيرى لحياته . ارهقه التفكيراكثر من المشى ."أتمى أن تكونى أيتها الغريبة لا ينفصل عنى"
"نعم يا سلمى ! لن اخيب ظنك بى ابدا سأكون الزوج الذى ياخذ بيدك دائما ولن اخذلك ابدا ، اتمنى رضى
الله عنى وعنكى يا زوجتى العزيزة "