تمسك سلمى باقة الورد فى يد واليد الاخرى تقرأ المكتوب فى الكارت فى صدمة !
سلمى بصوت مخنوق والدموع على خديها تمد يدها : اتفضل يا استاذ فارس
فارس باستغراب : ايه دا
سلمى بنفس الحالة : اتفضل برقية من حبيبتك
فارس : سلمى !
سلمى ببكاء صامت : لو سمحت طلقنى
فارس غير مصدق لما يسمعه : انت بتقولى ايه ! اقترب منها ليمسك بذراعيها .. دا مستحيل انتى فاهمة
مستحيل دا يحصل
سلمى ببكاء والم : ليه مستحيل كل شئ فى الدنيا ممكن لو خايف من موضوع التار متخافش هقولهم ان
الغلط من عندى ومرتحتش معاك
فارض بغضب عارم : فوقى انتى مش عارفة انتى بتقولى ايه ، يغور التار فى داهية ميهمنيش حد انتى
فاهمة كل الى يهمنى هو انتى وحكاية الطلاق انسى
سلمى ببكاء مرير : أنـ انا تعبت معتش قدره استحمل انهارت لتقع بجسدها على السرير ثم رفعت رأسها له
لتنظر اليه بأعين دا معه صدقنى حاولت بس مش قادرة
فارس باستغراب : هو ايه الى مش قادرة بالظبط ؟
مدسلمى باعين دامعه شاردة العينين : اقرأ الى فى ايدك وانت تعرف
فار س ظل يقرا بلا مبالاه ثم ضرب بالكارت عرض الحائط فنظر اليها فى نظره عتاب: بقى دو دا الى مزعلك؟
سلمى بنظرة الم : دى فى نظرك حاجة متزعلك
فارس : لا متزعلش فأمسك كتفيها بيديه ليوقها امامه فقال بصوت احش حنون : سلمى انتى مراتى .. فاهمة
يعنى مراتى يعنى بقيتى حته منى ، ومستحيل ابص لغيرك.... مش عارف اقولهاك ازاى
سلمى : هـ هى ايه ؟
وضع وجهها بين يديه فأغمض عينيه ليأخد شهيقا ثم فتحها ببطءنظر فى عينيها ليغوص فى اعماقها لينطق
بتلك الكلمات التى توقف قلبها وعقلها عن العمل بصوت اشتياق بصوت حنون : بحبك يا سلمى
"كأن على روسهم الطير "تلك هى حالتها عندما نطقها فبكت بصمت لتسمح لدموعها المكبوتة بالنزول
كالشالالات . تاثر فارس فألمه بكائها ..ألم تحبه كما يحبها ؟ لما البكاء مر عليه الثوانى كالدهر ينظران الى
بعضهما البعض فقطع هذا الصمت فى همس يمسح دموعها: هشششششش خلاص مش عايز اشوف دموعك
دى تانى عشان خاطرى تابع فى الم لو عايزانى ارجع فى كلامى كانى مقولتش حاجة .
ما كادت ان تنظر اليه حتى ارتمت بين احضانه ، ضمها اليه بشوق حتى هدأت بين احضانه .
فارس بصوت رجولى حنون : انسى الى فات بلاش تهتمى بكلام واحدة زى دى عايزة تخرب علينا حياتنا الى
لسه بنبدأها همس فى اذنها دى واحدة غيرانه منك يا حبيبتى .. وبلاش اشوف دموعك غالية عليا اوى
،فأومأت برأسها ..حتى كادت ان تحترق من الداخل بسبب انفاسه الحارة التى تلفح خدها من قربه ،نظر الى
عينيها ليذوب عشقا فيها فانحنى ليلثم فمها بقبلاته المحمومة !
فى الصباح وقفت امام شباك غرفتها المفتوح لتسمح للهواء الطلق يتخلل بين خصلات شعرها المتطايرة ما
بين فترة واخرى تنظر اليه فى حب وشوق فتتذكر ليلة امس فى خجل حتى سرحت بفكرها لبعيد ، لتجده يلف
زراعيه حول خصرها من الخلف ودفن وجهه فى عنقها يطبع قبلات رقيقة على عنقها ووجنتها
– صباح الخير يا حبيبتى ،ردت فى خجل : صباح النور يا حبيبى
-ايه القمر دا ، ابتسمت فى خجل عيونك الى حلوة يا حبيبى
ادارها اليه ليصبحا وجها لوجه – بصى بقى احنا هنشافر يالا عشان نلحق نجهز الشنط
ردت باهتمام على فين ؟
- ابتسم لها لأ دى مفجأة
رن هاتفه فأخرجه من جيبه – حبيبتى ثانيةهرد على المكالمة
- فؤش اخبارك يا باشا ؟
-الحمد لله مبروك على الجوازة
-الله يبارك فيك عقبالك ان شاء الله
- بالمناسبة دى انا جاى اعزمك على خطوبتى يوم الخميس الاسبوع الى جاى ان شاء الله
- مبروك واخيرا عملتها دا انت دوختنا يا جدع مش عايز تتجوز واخيرا وقعت فى القفص الابدى
- رد عليه بضحكة يالا كل شئ نصيب واخيرا جه الى يوقعنى
- مبروك يا فؤش ربنا يتمم لك بخير يا رب
- الله يبارك فيك ويرزقك بالذريه الصالحة ان شاء الله
- اللهم امين يا رب يالا عايز منى حاجة
- لا يا فؤش تسلم يا رب
اغلق هاتفه فبارد سلمى بالكلام – خير يا حبيبى
-واحد صاحبى عزمى على حفل خطوبته يوم الخميس الى جاى
- نظرت متعجبه الخميس الى جاى ! بس فى حاجة
- خير يا سلمى
- اصل فى نفس اليوم خطوبة واحدة صحبتى ولازم اخطر خطوبتها .... هتزعل منى لو محضرتش
- اممم بعد تفكر .. طيب بصى انا عندى اقتراح يرضى جميع الاطراف، نظرت اليه باهتمام شديد لكل كلمة
تخرج منه.. احنا هنحضر فى الفرح دا ساعة و نروح للفرح التانى ساعة قولتى ايه ؟
- موافقة بس فى حاجة كمان تابعت بدلع طيب ممكن نتأخر شوية عند صحبتى انت عارف انها اقرب
واحدة ليا
- ذاب بدوره فى صوتها فى همساتها وبالاحرى فى عشقها " ممكن ال انتى عايزاه هيحصل "
- ردت بدلع ربنا يخليك ليا يا حبيبى
" ابتسم بخبث قائلا ليلتك مش هتعدى على خير انهارده يا سلمى انتى ال جبتيه لنفسك"
سافر فى نفس الله ليقضيا معا ما فاتهما من اجمل ايام العمر فى عرس البحر الاحمر مدينة الغردقة دون علم
من سلمى فكانت تلك هى المفاجئة التى وعده بها ليتجنب الاصطدام بمن يعكرون عليه صفو حياته .
فى تلك الايام يعيشا اجمل ايام عمرهما ليحفروها فى ذاكرة الايام لتبقى ذكرى خالدة للمحبين .