فى اسيوط
عبد الرحمن : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
عبد الرحمن جاسلا على الكرسى يتوسط الرجال ممسكا عصا يتكأ عليها : بصوا بقى انا جمعتكم النهاردة فى
موضوع مهم لازم نتناقش فيه عايزة اسمع اراكم وهبقى اقول رأيى فى الاخر
دخلت الخادمة لتضع المشروبات امامهم ثم خرجت
عبد المجيد (اخو عبد الرحمن ) : خير يا خويا الموضوع ايه ؟
عبد الرحمن :الموضوع ان ولد اسماعيل القناوى انضرب عليه النار
نظر الكل الى بعضهم البعض باستغراب اما محمود كان يتصنع عدم المعرفة
محمود باستغراب مصطنع : ايييه !!! بتقول ايه يا حاج مين الى يتجرأ يعمل اكده !!
عبد الرحمن بحيرة : الله اعلم ..انا جيبكم النهاردة اشوف الموضوع دا معاكم
محمود : متنساش يا حاج انه انهم قتلوا عمنا يعنى مسير الدور هييجى عليكم
عبد الرحمن بعصبية ناظرا الى محمود: ايوة عمنا اتقتل بس مش معنى اننا نقتل ولدهم فى حاجة كمان انت
نسيت انه اتقبض على الى قتل عمنا واتحاكم كان لازمته ايه ان الولد ينضرب بالنار ذنبه ايه؟؟؟
محمود : ذنبه انه من عيلة القناوى
عبد الرحمن بحده :محمود !! يعنى انت الى عملتها يا ولد ابوى !!
محمود تعلثم فى الكلام : ومـ ومين الى قالى كدا بس يا حاج ؟
عبد الرحمن بنفس حدته : واضح عليك يا محمود انت مش واخد بالك من كلامك ولا ايه
محمود بنفس طريقته : هو انا قولت ايه بس يا حاج .. هو يعنى عشان قولت الحق
عبد الرحمن : هو دا الحق بتاعك بدال ما تفكر ازاى نحل المشكله تعقدها اكتر
عبد المجيد : اهدى يا حاج عشان صحتك
عبد الرحمن : هو الواحد بقى فيه صحه من الى بيشوفه .......
تنهد عند لرحمن : بص يا محمود انت اخوى
الصغير لازم تفهم الاول قبل ما تعمل حاجه وتندم عليها بعيد ...
محمود يستمع اليه بانصات ....فتابع :بصى يا
ابن امى وابوى ربك قال فى كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
وربك بيقول كمان (لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ ) صدق الله العظيم ....يعنى يا خوى لو مد ايده عشان يقتلك انت متمدش ايدك وتقتله لا فى الحالة
دى القاتل والمقتول فى النار وهو يرتب على كتف اخيه : يا محمود لو مش خايف على نفسك ولا خايف على
ولا خاف من ربك
محمود اقتنع قليلا يضع رأسه ارضا : انا اسف يا خوى سامحنى ندمان وربى على الغلطة دى
عبد الرحمن يحتضنه : الى بيخطأ ويندم ويتوب ربك بيغفر له واحمد ربك انه مماتش كان عقابك عند ربك
هيبقى كبير يا محمود وكان هيعود على ولادك لسه عيالك الصبيان صغار كان ممكن يكون عليهم الدور
عبد المجيد باارتياح : الحمد لله انها جات على اد اكده ..هتعمل ايع يا خوى فى الى حصل ؟
عبد الرحمن : مش عارف اعمل ايه ....ربك يعينى ..
انا بفكر اروح اعتزله عن الى حصل وربك معايا ان شاء الله
محمود : بس ىانت كده يا حاج هتتنازل عن كرامتك وتصغر نفسك قدام اهل البلد
عبد الرحمن بحده : انت الى صغرتنى يا محمود قدام الناس بعملتك دى انا بصلح الى انت عملته
محمود (مش هنخلص بقى ) بندم مصطنع : اسف يا خوى الى انت شايفه اعلمه طالما فى صالح العيلة
عبد الرحمن بدا عليه الهدوء : ماشى يا محمود فتابع فى نبرة تهديد : على الله يا محمود ترتكب غلطة تانية
زى دى والا قسما عظما هيبقى ليا تصرب تانى معاك
محمود بتوتر : هـ هعمل حاجة تانية زى ايه ؟
عبد الرحمن بحدة : اى حاجة يا محمود انا نبهت عليك هتبرى منك قدام الناس كلها
محمود بانصياع : اوامرك يا خوى
**************************************
القاهرة
على مائدة الافطار حيث تجلس سلمى فى الفيلا التى يملها عبد الرحمن فى القاهرة ..نزل رامى نزل رامى من
غرفته
رامى بابتسامة : صباح الخير
سلمى : صباح النور ....سلمى بغمزه : القمر رايح على فين متشيك حتى ريحته البرفين جنان
رامى بضحك : يا بكاشة بطلى ..اممم انا هسافر لبابا هعملها مفجأه
سلمى : بجد يا رامى ...مسكت كم التى شريت الذى يرتديه قالت بطفوليه : طيب خدنى معاك عشان خاطرى انا
مش مطمنة عايزة اطمن عليه وحشنى اوى وماما صباح وحشتنى
رامى بقلق يحاول يخفيه : خليكى انتى فى دراستك وهو راجع ان شاء الله عشان الشغل مش هيقعد طول
عمره فى الصعيد
سلمى بزعل : يعنى مش هتاخدنى معاك عشان اشوفه ...
رامى : سلمى افهمينى بس .. انا هروح اطمن عليه ... لو فى جديد هاجى اخدك
سلمى بعدم اقتناع : ماشى امرى لله انا هروح الجامعة اتأخرت على مروة زمانها مستنيانى ...سلام ثم قبلت
خده وهى تغادر
رامى بابتسامة : سلام خدى بالك من نفسك ... لو حد اتعرضلك اتصلى بيا وانا هشوف شغلى معاه
سلمى : حــــــــــــــــــــــــــاضر
*********************************************
فى الاسكندرية
عاد فارس الى بيته الذى يقطنه بعد العملية التى اجراها ،البيت اشبه بالفيلا الصغيرة يتكون من اربعة غرف
وصالة كبيرة على يسارها سلمات قليلة
جلس فارس على السرير جيث وضع خالد مخده وارء ظهره ليجلس براحة خالد ، خالد واسماعيل بجاور
فارس
اسماعيل : حمد لله على السلامة يا ولدى
فارس : الله يسلمك يا بوى ....
اسماعيل يسحب الكرسى ليجلس على مقربة منه
خالد : طيب هروح اعملكوا الشاى
اسماعيل : خليك يا ولدى ... محناش اغراب ....
وبعدين احنا تعبانك معانا كفاية اكده يا ولدى
خالد : ولا تعب ولا حاج يا عمى فارس دا اخويا الى مولدتهوش امى
اسماعيل : ربنا يكرمك يا ابنى وجزاك كل خير
خالد : امين يا عمى .. بعد اذنكم
فارس : اتفضل .....خير يا حاج كنت
اسماعيل : بص يا ابنى انا عارف ان الموضوع دا مش حابب تتكلم فيه بس انا يا ابنى ان كنت هعيشلك
النهاردة ولا بكرة مش هعيشلك بعدين
فارس ربنا يديك الصحة يا بابا ويخليك ليا يا رب
اسماعيل : بص يا ابنى الموضوع دا لازم يتحل والا فى مصايب جايه على العيلة وانا لازم احافظ على الارواح دي
فارس : طيب يا بابا انت ناوى تعمل ايه :
عبد الرحمن : فى مشاكل بين عيلتنا وعيلة السوايسة الوضع ان هادى لحد ما انضرب عليك النار يعنى التار
كان ممكن يرجع تانى لولا ستر ربنا ان محدش عرف من العيلة كانوا زمانهم قلبوا الدنيا كل الى عرفوا انك
عملت حادثة ...لحد دلوقتى محدش عرف بس الله اعلم ايه الى ممكن يحصل
فارس بتنهيد ويضع يده خلف رأسه : الى تشوفه يا بابا بجد تعبت من موضوع التار
اسماعيل : هو دا يا ابنى الى خلانى ابعدك عن الصعيد خالص واصريت انك تتعلم بره .....
ان شاء الله هسافر
بكرة العصر الموضوع دا لازم يتحل والدم لازم يقف
فارس ابتسم لاقنا عابوه برأيه عندما كان فى المستشفى
دخل خالد : احلى شاى صعيدى لاحلى اخ فى الدنيا وصلحله ...
اتفضل يا عمى اتفضل يا فارس
اسماعيل تشكر يا ابنى ..انا هروح اتمشى شويه ساعة وجاى ان شاء الله
فارس : اتفضل يا بابا
خالد يجلس على نفس الكرسى الذى جلس عليه اسماعيل : بص بقى يا معلم بما انك قومت بالسلامة الشلة فى
النادى عملين حفلة صغيرة كدا بمناسبة خروج بالسلامة ....
فغمز له : فكرة انجى على فكرة وهى الى هتنظم
الحفلة عشان خاطر عينيك
فارس بابتسامة عريضة : اممم اوك هات التلفون اكلمها
خالد : ماشى يا باشا