حين عدت الي البيت وجدت أكرم مازال في انتظاري. لقد نسيته تماماً كان جالساً أمام جهاز التليفزيون ولكنه كان شارداً لا يتابع شيئاً مما يدور على شاشته. ما أن دخلت الي البيت حتى قفز من كرسيه و قال بلهفة:
-"ما الذي توصلت اليه؟ هل استطعت أن تسوي الأمر مع والد سارة "؟
قلت بلهجة ساخرة:
-"نعم، لقد سويت الأمر معه تسوية نهائية. لن يقوم بأي أعمال حمقاء بعد اليوم، و الي الأبد".
لم ينتبه أكرم الي لهجة السخرية في صوتي. قال و قد تهلل وجهه:
-"إذا لن تدخل سارة تلك المعركة"؟
نظرت له نظرة مشفقة و قلت له:
-"لقد قتلت أباها".
نظر الي بذهول و كأنما لم يستوعب الأمر. بعد ثوان من التحديق في وجهي قال في تردد:
-"أنت تمزح، اليس كذلك"؟
-"كلا لست أمزح. لقد ذهبت إليه و أوسعته ضربا حتى مات".
نظر الي و كأنما يحاول أن يستوعب الأمر و يتأكد من أني لا أمزح. بالتأكيد سيعطيني محاضرة لا بأس. كلا أرجوك يا أكرم، ليس الآن. اختر وقتاً آخر.
بعد لحظات من الصمت قال في لهجة خافتة:
-"لا بأس. هو يستحق ما هو أكثر إن أردت رأيي".
نظرت له مندهشاً. هذا آخر شيء كنت أتوقعه من أكرم. نظر الي و قد شعر باندهاشي من تصرفه. قال في لهجة مترددة:
-"لقد ضحي بحياة ابنته في مقابل المال. أعتقد أنه يستحق القتل... اليس كذلك"؟
لم أرد على سؤاله. بالنسبة لي، فلو كنت أستطيع لقتلته مائة مرة على الأقل.
في كلمات موجزة أخبرت أكرم بما تم بيني و بين رفاييل، و الاتفاق الذي أجبرني على التورط فيه. بعد أن انتهيت أطرق برأسه لدقيقة، ثم قال:
-"ولكن هذه مخاطرة و في النهاية أنت لا تضمن أن تنقذ سارة".
-"إن كان هناك احتمال أن أنقذها حتى لو كان واحد بالمائة فسأقبل المخاطرة. لا أستطيع أن أجلس هنا و أشاهدها على شاشة التليفزيون و هي تموت أمام عيني".
شردت بأفكاري قليلاً. لابد من أبدأ الإعداد لهذه المعركة. لن يمكن الاعتماد على القوة في هذه المعركة. لابد من الحيل. الكثير منها. أغمضت عيني و أخذت أفكر في ترتيبات المعركة القادمة، بينما أكرم يجلس صامتاً بجواري. لا أعلم ما الذي دار بخلده وقتها.
بعد أن مرت ساعة كاملة و نحن على هذا الوضع، كنت قد وضعت تصوراً لا بأس به للأمر. صعدت الي غرفتي و أخذت مبلغاً ضخماً من المال من خزينة الثياب – حيث أحتفظ ببعض المال – دسست مسدسي – بعد أن تأكدت من حشوه بالرصاصات- في جراب أنيق حول وسطي ثم نزلت الي الطابق الأرضي.
لكني كل ما دار بخلده وقتها. أفكر في ترتيبات المعركة القادمة، بينما أكرم يجلس صامتاً بجواري.
قلت لأكرم:
-"هيا بنا، سأوصلك الي منزلك".
-"لن أتركك و أنت على هذه الحالة. سأتصل بحنان تليفونياً لأخبرها أن.... ".
-"لا داعي لكل هذا. أنا بخير حال. هيا بنا الآن".
نظر الي مرتاباً و قد شعر أني أحاول التخلص منه بشكل أو بآخر، و لم يكن مخطئاً الي حد كبير. قال بلهجة مترددة:
-"لا داعي لأن توصلني أنت، سأذهب أنا بنفسي".
-"كلا سأوصلك أنا".
قلتها بلهجة قاطعة محاولاً أن أنهي هذا النقاش الذي لا داعي له. حين أفكر لا أحب أن يخرجني أحد من أفكاري. بالنسبة لي، الأمر يشبه أن تحاول الاستماع الي خبر هام في التلفاز بينما رنين التليفون لا ينقطع. لابد من نزع سلك التليفون في هذه الحالة. هذا هو ما أفعله مع أكرم الآن، أنزع سلكه لكي يتوقف عن الرنين.
ركبنا سيارتي و توجهت الي الجانب الشرقي من المدينة. وصلنا الي منزل أكرم دون أن نتبادل حرفاً واحداً طوال الطريق، فقد كنت شارداً. عندما وصلنا الي منزله قال و هو على وشك النزول من السيارة:
-"سأتصل بك في قبل أن أنام لكي..... ".
قاطعته دون أن أكترث لعبارته:
-"أنت تعرف كيف تقود سيارة، اليس كذلك"؟
حملق في وجهي قليلاً ثم قال في حذر:
-"نعم، فقد تلقيت دورة في قيادة السيارات ولكني لا أملك سيارة".
-"عظيم. والآن الي اللقاء".
قلتها و كأني أطلب منه أن يترك السيارة. ما أن نزل من السيارة، و أغلق الباب حتى انطلقت بالسيارة. توجهت الي أعماق الجانب الشرقي من المدينة حيث أوكار تجمع العصابات. هنا يمكنك شراء كل السلع الممنوعة، و الحصول على جميع الخدمات غير القانونية، بدءاً بتزوير الوثائق و انتهاء باستئجار قاتل محترف.
كنت بحاجة الي شراء سلاح. لم آخذ سلاحاً من صالة التدريب الموجودة في شركة الألعاب، لأني لا أريد ان يعلم أيمن مختار نوعية الأسلحة التي سأستخدمها في هذه المعركة. بالأخص لا أريده أن يعرف أني أنوي استخدام بندقية قناصة في هذه المعركة.
عندما وصلت الي المنطقة التي كنت أنشدها، ترجلت و تركت السيارة.
كان هناك مجموعة من الشباب يبدو عليهم التشرد و الإجرام واقفين يتبادلون المزاح البذيء سوياً، فلو كنت رئيس الشرطة في هذه المدينة لألقيت القبض عليهم دون تهمة محددة. إن منظرهم في حد ذاته هو تهمة لا بأس بها. وجوه يبدو عليها الإدمان و التشرد، بعضهم يطيل شعر رأسه حتى يصل الي كتفيه، و في عيونهم نظرة عدوانية لا مبرر لها. لاحظت أن في جيوب معظمهم بروز صغير أسطواني الشكل. لابد أنها المطواة التي يحملها كل منهم. رعاع. هذه هي الكلمة المناسبة لوصفهم.
توجهت إليهم و دون أن ألقي عليهم تحية قلت لهم:
-"أريد شخصاً يبيع سلاحاًً".
نظروا الي في سخرية ثم قال أحدهم:
-"و ما نوع السلاح الذي تريده أيها البطل".
يا للملل. لابد من محاولات إثبات القوة التي لا بأس بها. لقد وجدوا شخصاً أنيقاً يبدو عليه الاحترام، و بالتالي فهو ضعيف مهذب. لا بأس من ان يثبتوا رجولتهم إذاً و يظهروا له كم هم أقوياء شجعان و كم هو ضعيف جبان.
-"بالتأكيد أريد سلاحاً حقيقياً، و ليس مطواة بلهاء مثل التي تحملها".
التمعت في عينيه نظرة غاضبة شرسة و أخرج مطواته و لوح بها أمام وجهه.
-"أتريد أن تجرب هذه المطواة البلهاء"؟
دون أن أرد أشرت الي جانبي الأيسر حيث يتدلى مسدسي. نظر اليه في توتر، فهو لم يلحظ أني أحمل مسدساً في البداية و تراجع الي الوراء قليلاً. أبعدت عيني عنه و توجهت الي الآخرين بالسؤال:
-"والآن هل يمكن أن يقودني أحدكم الي من يبيع سلاحاً هنا؟ أريد من يبيع أسلحة متقدمة غالية الثمن، و ليست مثل هذا المسدس البسيط الذي احمله".
قادني أحدهم عبر الشوارع الضيقة الي منزل صغير من طابقين. طلب مني ان أنتظره على باب المنزل و دلف الي الداخل. بعد لحظات جاء و بصحبته رجل في الأربعينات من العمر، قصير القامة، يرتدي عوينات مطلية بطلاء ذهبي متآكل، و زياً بسيطاً. كانت تبدو عليه بعض إمارات التهذيب و الرقي – أقول بعض، الرجل لم يكن أرشيدوق النمسا مثلاً. دون أن أتبادل معه كلمة تحية قلت له:
-"أريد مدفعاً رشاشاً".
-"أتريد طرازاً معيناً".
-"أريد ان أري الطرازات التي لديك".
-"الأنواع التي لدي محدودة، ولكن إن كنت تطلب طرازاً معينا، يمكنني أن اوفر كل أي طراز تطلبه في خلال أسبوعين".
ضحكت و قلت:
-"أسبوعين؟ أنا أريده الآن في التو و اللحظة".
فكر الرجل قليلاً ثم قال لي:
"اتبعني".
و أشار الي ذلك الشاب الذي صحبني إشارة معناها أن (انصرف أنت الآن).
تبعته الي داخل المنزل. دخل الي غرفة صغيرة بها الكثير من صناديق مغلقة، و الأشياء المهملة مثل إطارات سيارات قديمة و قطع قماش قذرة ممزقة. فتح أحد الصناديق و ناولني منه مدفعاً رشاشاً. تفحصته قليلاً ثم قلت له:
-"ألديك أية طرازات أخري غير هذا الطراز"؟
-"هذا المدفع رائع. إن مداه يبلغ ثمانمائة متر، و يمكن أن.... ".
يا للملل. أنا لست في حالة نفسية أو عصبية تسمح لي بسماع مثل هذه النشرات الإعلانية.
-"هذا مدفع رخيص، مداه لا يزيد عن الأربعمائة متر. إن أصابت رصاصة منه شخصاً على مسافة تزيد عن هذا فسترتطم بجسده ثم تسقط أرضاً دون أن تؤذيه. ثم إن دقة إصابة هذا المدفع محدودة. لن تستطيع أن تصيب به هدفاً بدقة على مسافة تزيد عن مائتي متر. هذا بالإضافة الي أنه ثقيل و كبير الحجم".
ارتسمت في عينيه نظرة مذعورة و قد فوجئ بمعرفتي هذه المعلومات. كان منظره مضحكاً. قال في تردد و قد بدا عليه أنه تعرف شخصيتي:
-"أنت.. ".
-"لا يهم من أكون، فقط أريدك أن تعرض على ما لديك دون أن تلعب دور فتاة الإعلان".
دون كلمة إضافية، قام بفتح ثلاث صناديق أمامي. كل صندوق به ما يقرب من عشرين مدفعاً رشاشاً، و كل صندوق به طراز معين من المدافع الرشاشة. انتقيت أحد الطرازات الثلاثة و تفحصته. أخيراً وجدت ما كنت أنشده.
المعركة القادمة من طراز المعارك التي يطلق عليها (معارك الأماكن المتلاصقة Close Quarters battle)، حيث يكون القتال بين أفراد قريبين نسبياً، و يكون مدي الرؤية محدوداً، مما يعني أني لا أحتاج سلاحاً بعيد المدي، بل أحتاج سلاحاً قويا خفيف الوزن صغير الحجم يسمح لي بقدر كبير من حرية الحركة. هناك نقطة أخري، هي أني سأواجه عدداً كبيراً من المقاتلين، مما يعني أني أحتاج الي سلاح يمكنه إصابة عدد كبير من المهاجمين بسهولة.
كان السلاح الذي وقع عليه اختياري مدفعاً رشاشاً يمكنه إطلاق النار بمعدل 700 رصاصة في الدقيقة، يسمح بالتحكم في معدل إطلاق الرصاصات، صغير خفيف الوزن نسبياً، به قاذف صغير للقنابل. السلاح المثالي لمثل هذه المعركة.
بالإضافة الي هذا، فإن المدفع به منظار لإصابة الأهداف البعيدة. هذا المنظار المقرب يسمح بإصابة الهدف بدقة على مسافة أربعمائة متر. هي ليست ميزة هامة لمثل هذه المعركة، أقصي ما أحتاجه هو دقة إصابة على مسافة مائتي متر، و لكنها ميزة لا بأس بها تضاف الي مزايا هذا السلاح.
التفت الي ذلك الرجل القصير – لا أعلم اسمه حتى الآن- و قلت له:
-"سآخذ هذا. أريد ايضاً بندقية قناصة".
توجه الي ركن الغرفة و أزال بعض من المهملات التي تملأها و أخرج من تحتها صندوقاً يقارب في الحجم البندقية التي كانت بداخله. أخرج القصير تلك البندقية و ناولها لي. تفحصتها بسرعة و قلت له:
-"ألديك طرازات أخري"؟
-"ليس لدي سوي هذا الطراز في الوقت الحالي".
كانت بندقية قصيرة المدي - مقارنة ببنادق القناصة، حيث يبلغ مدي فاعليتها ثمانمائة متر. عموماً، لم تكن قطعة فنية أو شيئاً خارقاً في فئتها، ولكن ليس أمامي خيار سواها.
-"أريد أيضا سترة مضادة للرصاصات".
أحضر لي سترة بدون أكمام مصنوعة من الكيفلار. لا بأس بها، و إن كنت أريد زياً كاملاً يغطي جسدي كله، و لكني لن أجد مثل هذا الزي هنا بالتأكيد. ليس مسموحاً بارتداء السترات المضادة للرصاصات في العاب الواقع، و لكني لا أبالي. أنا لا أنوي أن ألعب دور البطل المغوار هنا و لا أريد أن أفوز بشيء، كل ما أريده هو أن أحرر سارة، و سأقوم باستخدام كل ما يمكنني من تحريرها، ولتذهب شركة الألعاب و قواعدها الي الجحيم. في النهاية هي ليست تشريعات منزلة من السماء.
دفعت ثمن قطعتي السلاح و السترة المضادة للرصاصات، بالإضافة الي الكثير من الرصاصات و القنابل الصغيرة و كاتم صوت للمدفع الرشاش و آخر للبندقية. كانت البندقية غالية الثمن للغاية. كنت أتوقع هذا، لا أحد يطلب بندقية قناصة إلا لأغراض محددة، و بالتالي يرتفع ثمنها. بالنسبة لي، هذه البندقية لا غرض لها سوي قتل شخص واحد فقط.
قبل أن أنصرف قلت لذلك القصير:
-"أحتاج الي قنابل تنفجر بجهاز تحكم عن بعد، أيمكنك توفيرها؟
فكر قليلاً ثم قال:
-"ما هي شدة التفجير التي تحتاجها"؟
لو لم يسأل هذا السؤال لما اشتريت منه هذه القنابل. ليس من السهل الحصول على هذا النوع من القنابل، غالباً ما يتم صنعها يدوياً. هي قنابل سهلة الصنع نسبياً، ولكني لا أستطيع أن أعتمد عليها و ليقوم بهذا العمل. السؤال الذي سأله يدل على أنه يعرف ما يتكلم عنه و ليس أحد الهواة الذين يصنعون القنابل باستخدام بعض المعلومات المنشورة على الإنترنت ثم تنفجر القنبلة في وجوههم في النهاية.
-"أريدها أن تقتل أي شخص في دائرة نصف قطرها ثلاثة أمتار و ليس أكثر من هذا. لا أريد أن يكون تأثيرها شديداً على الخرسانة، فقط الأشخاص. أتعرف كيف تصنع مثل هذه القنبلة"؟
فكر قليلاً ثم قال:
-"كمية بسيطة من متفجرات البلاستيك تحيط بها أجسام معدنية مدببة صغيرة. حين ينفجر البلاستيك تتطاير هذه الأجسام المعدنية في كل صوب لتقتل البشر في دائرة قد يصل نصف قطرها الي عشرة أمتار، دون أن يؤذي الانفجار المبني نفسه فلا ينهار، أما الدائرة الإلكترونية المسئولة عن التفجير، فمن السهل الحصول عليها دون عناء كبير. اليس هذا ما تريده"؟
-"نعم، هذا هو ما أريده".
في الحقيقة انا لم أفكر في هذه الفكرة. كل ما فكرت فيه هو انفجار محدود لا يؤثر على الخرسانة، فأنا لا أريد أن ينهار المبني إن استخدمت إحدى هذه القنابل – أو ينهار جزء منه مثل سقف أو أحد الأعمدة- فيقتلني أو يقتل سارة، ولكن فكرة استخدام الأجسام المعدنية داخل القنبلة لم تخطر ببالي من قبل. من الواضح أن الرجل له باع في تصنيع وبيع الأسلحة على نطاق أكبر من عصابات الشوارع. يبدو أن مستوي الفساد هنا أكبر مما كنت أظن. ولكن أحياناً ما يكون الفساد مفيداً، لولاه لما وجدت من يمكنه بيع مثل هذه الأسلحة أو تصنيع هذه القنابل أو....
أو ربما هو توفيق الله لي؟ الكلام عن الأسلحة و طرق القتل يثير في النفس – النفس السوية- انقباضا و رهبة، ولكن يعلم الله أني لا أريد من هذا سوي أن أنقذ هذه الفتاة البريئة التي صارت حياتها لعبة في يدي شيطان آدمي. هذه هي أول مرة في حياتي أخطط فيها لمعركة ما لهدف جدير بالاحترام.
اتفقت مع القصير على أن أمر عليه لآخذ القنابل في اليوم السابق للمعركة، و دفعت له مبلغاً مقدماً من المال.
بعد أن أخذت منه الأسلحة وضعتها في حقيبة السيارة ثم ركبتها و اتجهت الي المنطقة المحيطة بمبني شركة الألعاب. أقرب مبني الي شركة الألعاب يقع على مسافة تزيد عن الخمسمائة متر، إذ أن الشركة تملك أرضاً ضخمة المساحة على أطراف المدينة، يقود اليها طريق خاص متفرع من أحد الطرق الرئيسية في المدينة. استأجرت شقة في المنطقة المحيطة بشركة الألعاب. الشقة تقع في الطابق السادس و لها نافذة تطل على البوابة الرئيسية لشركة الألعاب، و يمكن منها رؤية النوافذ الرئيسية للمبني.
بعد أن استأجرت تلك الشقة، عدت الي البيت بالأشياء التي اشتريتها و نزلت الي ساحة التدريب الموجودة أسفل الفيلا. في الأيام المقبلة، لن يكون لي شاغل سوي أن أقضي الوقت في التدريب على استخدام هذه الأسلحة. للأسف لا توجد وسيلة للتدريب على إصابة الأهداف البعيدة هنا في ساحة التدريب حيث أنها صغيرة نسبياً.
اللهم وفقني.