فصل رقم (13)

24 0 00

لا أنين في هذا المكان ولا جراح ولا دموع ولا بكاء و لا نواح , هنا يرقد في سلام ألاف الشهداء من أبناء هذا البلد وقد رحلوا مفعمين بندا الواجب , كانت المقابر ممتدة إلى ما لانهاية بأحجارها البيضاء وأحمد يسير مع أسرة حسين وصديقة عصام في صباح تلك الجمعة ،ألهبت هيبة المكان ورهبة الموت مشاعره ،كانت أسرة حسين تتقدم وسط القبور في ثبات وصلوا إلى قبر الشهيد حسين الراوي.. استشهد في معارك غرب بحيرة الأسماك(الحصاد الأخير) يوم 31/01/1987 , فاضت الدموع من عيني أحمد وتراقصت الكتابة التي على شاهد القبر أمام ناظره , تناول أكليل الزهور من لمياء الصغيرة ووضعه على المقبرة ونهض مبتعداً مودعاً صديقه والدموع تغطي عينيه حتى انه لم يستطع أن يرى الزهور التي غطت القبور , "أنها ليست مآتم أنما أفراح فليناموا في سلام فهم ليسوا سوى ضحايا للطموحات المريضة والحروب العبثية , ولنضع مليون زهرة على قبور الشهداء اللذين هم أكرم منا جميعاًَ ولتكن هذه الزهور هي زهور بابل ..