تعتبر حدائق الشهداء تحفة فنية رائعة في قلب الخرطوم , هذه الحدائق تحيطها أشجار ألبان السامقة وتغطي الأعشاب الخضراء كل مكان، كانت هناك نوا فير جميلة يتدفق منها الماء الشيء الذي جعلها تتمتع بجو ممتاز .. بعد أن توطدت أواصر الصداقة بين احمد وحسين ،كانا كثيرا ما يجلسا في هذه الحدائق ,يتسامران في شتى الأحاديث السياسية وغيرها من الأحاديث التي تدور بين الشباب .. جلس الصديقان على العشب الأخضر وهما يحملان زجاجات البيبسي ويجلس عن كثب بعض نجار العملة يتخافتون .. هناك طفلين متشردين نائمين على العشب وأشجار ألبان الطويلة التي كانت تقف في سمو كأنها مردة قادمة من الفضاء الخارجي، رفع احمد زجاجة البيبسي عاليا وصاح ضاحكا
- أينما توجد البيبسي كولا .. توجد الامبريالية .."أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا "
ابتسم حسين ورد قائلا ً : لم تقل لي يا احمد ما هو اتجاه السياسي؟!
- ماذا.. اتجاهي السياسي !
- نعم .. انتم السودانيون تعشقون الحديث في السياسية وتنفقون كل وقتكم تتحدثون عنها
- نعم السياسة أفيون الشعوب
ضحك حسين لملاحظة صديقه هذه وكعادته دائما بدا يعمل على إثارة أعصاب صديقه وردد قائلا:
- يبدو لي انك كوز* خاصة أن لك لحية كبيرة
قفز احمد كالملسوع ونظر إلى صديقه في خنف
- بدأت تثير أعصابي كالمعتاد يا حسين ..
ابتسم حسين في حينه وهو يعرف جميع نقاط الضعف في صديقه وواصل احمد حديثه والزبد يتطاير من فمه
- كبرت كلمة تخرج من فمك .. أنا امقت هؤلاء الأوغاد ... أنا كنت أتمنى أن أكون جمهوري من تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه* ...
- أن شيخك طه هذا..زنديق كما يقول أهل السلف الصالح
عصف الغضب بأحمد تماما، واستوي حال وقد تسارعت أنفاسه
- أنت دون مستوى الصراع ولن أجهد نفسي معك
- هكذا اذا..
- لو كنت تقدر تضحية الحسين عليه السلام،شهيد كربلاء... ،لعرفت حقيقة محمود طه
صمت حسين وغرق في حزنه الخاص ،لقد استعمل احمد دون ان يدري اخطر أسلحته،تلك الذكرى المؤلمة لأبناء الشيعة العراقيين..
- .. أن كلامك حسين يفتح جروح قديمة عادت تندمل .. أنت تحكم على رجل تكاد لا تعرف اسمه وأنا اعرف انه فيلسوف عظيم، كان يقول على الإنسان حتى يتخلص من تناقضاته الداخلية "أن يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ولا يكون نتاج فكرة وقوله وعمله ألا بر بالأحياء والأشياء" وقد عاش على هذه المثل العليا حتى اغتالته السلطة البائدة،هذا الرجل ضحى بحياته ليحررنا من الخوف .
- ولكن أصاحبك الإخوان المسلمين يقولون أن هذا الرجل كافر
- لا يهمني رأي هؤلاء الأوغاد،هذا الرجل امتداد لحضارتنا القديمة كوش الحضارة الأخلاقية العظيمة التي انزل بكم ابن ملكها بعانخي القائد ترهقا أيها الأشوريين الأوغاد الهزيمة في بيت المقدس.. وأنقذ بني إسرائيل..
- تعني نبو خز نصر
- نعم..حتى تعرف الصراع بيني وبينك لم يبدأ معك من الآن...
- ولكن نحن بيننا نسب يا عزيزي..تزوج إبراهيم عليه السلام وهو من أور في العراق بهاجر النوبية جدتك أيها المخبول... وأنجب منها إسماعيل جد إخواننا في اليمن السعيد..
- اذا عليك احترام هذا النسب ولا تحسب علينا الإخوان المسلمين، أنها مجرد بضاعة رخيصة وافدة من خارج الحدود .. مات هذا الرجل من اجل الشعب السوداني أما هؤلاء فقد أحالوا البلاد إلى مقبرة من الجوع والحروب التي لا تنتهي ،انظر حولك واعتبر، متشردين يتضورون جوعا وتجار عمله يستنزفون الدولة ومع كل ذلك هم المسلمون لهم الحق وكل ماعداهم باطل .. ادعوا الله أن يبتليكم بهم في العراق يوما ما..
- بدل ما تدعو لنا بالديمقراطية ،تدعو علينا بالإخوان المسلمين
- إذا تذكر يا حفيد الإمام علي بن أبي طالب، إن هذا الرجل صوفي المذهب على خطى الشيخ عبد القادر الجيلاني أم انك لا تعرفه
- كيف لا اعرفه وأنا من العراق،الشيخ الجيلاني هو همزة الوصل التي تربط العراقيين من زاخو إلى أم قصر ..كما إني اسمع إنشاد تلاميذ طه في أركان النقاش في ميدان كلية الآداب...بعضها من تراث أهلنا الشيعة في العراق أيضا..
- إذا أردت أن لا اغضب منك والقي بك إلى أسد بابل في حدقة الحيوان.. لا تسيء إلى هذا الرجل ثانيتا،اجعل المعركة بيني وبين فقط...
- نعم سوف لن افعل..
- إذا لنوقع ميثاق عدم الاعتداء وإلا سوف تضطر بالاستعانة بقوات الأمم التي ما تحدت يوما المتحدة في المرة القادمة .
رفع الصديقان زجاجات البيبسي كولا عاليا وقرعاها بينما كانت الشمس تميل نحو الغروب وبدأت أشعتها الذهبية تتسلل بين غصون الأشجار .. دب النعاس فيهما واستلقيا على العشب وراحا في سبات عميق، لم يستيقظا إلا على نداء أذان المغرب، نهض حسين أولا ونضي عن ثيابه العشب ثم أوقظ صديقه الذي نهض بدوره وهو ينظر إلى صديقه بتذمر ردد حسين
- ألا زلت حانقا علي ؟
- أمرني الرجل الجليل بان أسامحك .... وماذا بعد ما هي فقرتنا التالية في اليوم المفتوح
- السينما هل هناك شي سوى السينما
- نعم اعتقد ان السينما هي المكان المناسب بعد الانتهاء من امتحانات الملاحق
- أي دار نذهب؟
- الأقرب طبعا،اعتقد أن هناك فلم حربي ممتاز في سينما كولوزيوم
- ماذا ألا يوجد فلم فكاهي أو بوليسي فهذا ليس الوقت المناسب لمثل هذه الأفلام التي تعج بالدمار ..
قال ذلك في امتعاض وهو يسير بجوار صديقه وقد بدا الظلام يحيط بهم رحت السينما لها على البعد بأنوارها الباهرة اقترب الصديقان من مكان التذاكر لحظات وكانا داخل السينما يحملقان في الشاشة وغرقت القاعة في ظلام دامس وبدا الفلم كان مليء بالنيران وجثث القتلى ،التفت حسين إلى صديقه قائلا في اشمئزاز
- ما هذا؟ .. إن الحرب قذرة جدا
- انظر إلى هذه الجثث التي تملا الشاشة
- السينما لا تعكس بشاعة الحرب بصور دقيقة.. إن الحرب الحقيقية أسوأ من ذلك بكثير
- هل تريد الانصراف ؟
قالها احمد بفتور وهم بالنهوض لمغادرة القاعة المظلمة
- لا.. أنا في حاجة لمثل هذا النوع من الأفلام ،بلادي تعيش بشاعة الحرب
نظر احمد إلى صديقه باستغراب وتنهد في يأس عندما وجده متمسك بالبقاء فما كان منه إلا انه أغمض عينه وراح في سبات عميق وأصوات القنابل والتفجيرات تصم الأذان
- استيقظ احمد بعد نهاية الفلم وأضاءت الأنوار ليجد حسين واقفا يحملق فيه
- عليك بإرجاع ثمن تذكرتك أيها الكسول لا ينام في السينما إلا الأطفال والسيدات أحيانا
- أيها الوغد .. أنا أنام في السينما وأنت تنام في الامتحان
- يا الهي هل كان لابد لن تذكرني غدا نتيجة الامتحان
- أهي غدا ؟!
- إذا نجحت سأكون بعد أسبوع في العراق
- وإذا رسبت ؟
- كبرت كلمة تخرج من فمك .. لماذا تتمنى لي ذلك ؟
- أريدك أن تبقى معنا عاما آخر
- عام آخر مع الكيمياء اللعينة
- لماذا تكره الكيمياء إلى هذا الحد الذي يجعلك ترسب فيها كل عام؟
صمت طويلا وهما سائران في شارع الجمهورية ،جوار منزل السفير الأمريكي والهدوء يخيم على المكان نظر احمد إلى صديقه الذي كان يبدوا ساهما،لا بد أنها قصة محزنة من تلك التي تعج بها مخيلته
- ماذا هل هي الذكريات أخرى ؟
- نعم مأساة رهيبة
تنهد حسين واسترسل في الحديث
كان معلم الكيمياء في مدرستنا من أبناء كردستان، له جسد فارع وأنت تعلم أن الأكراد ضخام الجثة وهادي الطباع ،أكثر ما كان يحزني ذلك الشعور بالألم الذي يعتصر وجهه كأن خنجر انغز في خاصرته ، في ذلك اليوم كان الدرس في الكيمياء العضوية ،رزقار من المعلمين الذين يستغرقهم الدرس .. تطرق الدرس إلى غاز سيانيد المثيل السام،تحدث المعلم بإسهاب عن خطر هذا الغاز وانتقلنا إلى حادثة البوبال الهندية ثم تحدث بصورة عامة عن الغازات السامة واجتاح الانفعال وجهه عندما صاح احد التلاميذ في مؤخرة الفصل قائلا حلبجة، اندفع يتحدث بطريقة تكتنفها المرارة عن استعمال الغاز السام في الحروب وانحرف الدرس عن الجانب العلمي وأصبح أشبه بتقرير سياسي يحكي أضرار الغازات السامة وحظرها دوليا وكان يملك إحصائيات دقيقة حتى تخاله احد مندوبي الأمم المتحدة ،كان حديثه يقع تحت سيطرة التداعي الحر لعقله الباطن المثقل بالأحزان، شجب الحكومة بشدة وبكل الآلام التي كانت تكمن في داخله، خلال ساعة كاملة من الدرس وعند انتهاء الدرس أشار إلي كي احمل كراسات الطلاب ويضع عليها العلامات إلى مكتبه ،كان يولي اهتمام خاص بي لم اجلي أمره في بادي الأمر وكان ذلك يسبب لي حرجا بين الزملاء، الطالب الوحيد الذي يعرف اسمه في المدرسة كنت أنا ، رزقار رجل انطوائي، ليس له علاقات مع احد ،يجلس دائما في مكتبه المنزوي الملحق بمعمل الكيمياء وهو ساهم في عالمه الكئيب ، حملت الكراسات خلفه بين غمزات التلاميذ ودخلنا المكتب سويا وأغلق الباب، وضعت الكراسات على الرف وهممت بالانصراف، ناداني بنبره رجل غريق، وضع لي كرسي لكي اجلس قبالته في المكتب، فتح احد الأدراج واخرج مجموعة من الصور البالية وناولني إياها ،طفقت اقلب الصور، برزت صورة كادت تصعقني من الدهشة، كان هناك غلاما يشبهني تماما كأني أتطلع في المرآة .. تغطي وجهه أثار قديمة لمرض الحصبة نظر إلي وردد
- هذا أخي .. عرفت ألان ما سر تعلقي بك
تنهدت في أسى وأنا أرى شقيقه الذي كان صورة طبق الأصل مني وأردف
- هلك جميع من في الصورة
اخذ نفس عميق واستلقى على كرسيه ثم أغمض عينيه وغمغم
- كان ذلك في صباح يوم مشرق اقتربت سحابه صفراء من مدينة حلبجة، لم يأبه لها السكان في الوهلة الأولى، اجتاحت أطراف المدينة .. تساقطت الطيور ميتة، تلى ذلك الدواب ، أصيب السكان بالذعر والسحابة تجتاح المدينة ،مات الأطفال والنساء ثم المعلمين والطلاب ,كان آخر من مات إمام مسجد حلبجة ..الذي سقط والمصحف بين يديه ،كان يريد انقاذ البلدة المنكوبة بكل ما تمل القوى الغيبية من جبروت..ولكنها مشيئة الله..
.. هرب المزارعون الذين كانوا في الحقول عند أطراف المدينة إلى سفح الجبال المتاخمة لتركيا وإيران، هلك نصفهم بردا ً وتم إجلاء الحطام الباقي إلى الدول الأوربية وهذا ما يعرف بمأساة حلبجة ،تعاملت الحكومة بالغازات السامة المحظورة دوليا في محاولة لإبادة الشعب الكردي، فرغ من تقريره ..بان على وجهه الارتياح التام وهو يجلس ساهما وأنا اقلب الصور الكئيبة أمامه وأردف
- أخبرتك أنت بالذات لأنك الإنسان الوحيد الذي له قيمة في نظري هنا ، انك تشبه أخي وكان لي في ذلك حسن العزاء ..
نهض وفتح لي الباب تنبهت بأننا أنفقنا دون أن أحس بمرور الوقت .. طلب مني الاحتفاظ بالصور على سبيل التذكار إذ لم يعد بحاجة إليها وودعني بحرارة وغلق الباب وردد
- وداعا قد لا نلتقي ثانيا تحدثت اليوم في الدرس أكثر من ما يجب
أومأت له مودعا وانصرفت اشق جموع الطلاب الخبثاء الذين كانوا يطلقون أصوات لها دلالات معينة ،معلم وطالب في مكتب مغلق لمدة تتجاوز نصف ساعة اعتقد انك تفهم ما اعني
نظر احمد إلى صديقه في أسى وردد
- اعتقد الطلاب انه (...) !
اكتسى وجه حسين بالغضب وصرخ في وجه صديقه
- مرة أخرى .. ارجوا منك استعمال ألفاظ أكثر تهذيبا
تنهد احمد وقد تملكته الدهشة
- ماذا كنت تريدني أن أقول ؟
أجاب حسين من تحت أسنانه المصطكة
- قل فقط انك تفهم ما اعني أيها الوغد
- لا عليك يا عزيزي.. آسف تابع كلامك
ومضى حسين يكمل المأساة بصوته الرتيب.. في اليوم التالي عندما حضرت سيارة رجال المخابرات إلى المدرسة اندفعت اركض نحو المعمل احذر صديقي رزقار، وجدت المكتب مغلق طرقت الباب بشدة دون إجابة، كان الصمت يخيم في الداخل إلا من حفيف مروحة السقف، استدرت حول المبنى ومن النافذة الزجاجية نظرت إلى الداخل .. كان الضباب الأصفر الكثيف يغطي المكتب، جلت ببصري في المكتب وجدته منكفاءاً على المكتب وقد تحول لونه البرونزي إلى لون ازرق ،كانت هناك خيوط رقيقة من الدم الجاف متجمعة حول انفه وفمه وأذناه واختفى ذلك الألم المطبوع على صفحة وجهه وعاد هادئ كأنه صفحة بحيرة .. كان هناك مصحف ملقى جوار يده المسجاة إلى جانبه افلتته أصابعه المتقلصة، تنفست الصعداء وأنا احمد الله " لن ينالوا منه – لقد تمكن من الفرار " اختار الطريقة التي مات بها أهله ، الطريقة التي مات بها إمام المسجد والمصحف في يده لعله أراد أن يلتقي بهم في مكان ما ،أسدل الستار على مأساة رزقار المعلم الكردي الذي كان يدرس الكيمياء في مدرستنا .
ليت الأمر انتهى عند هذا الحد حيث امتدت الشائعات المغرضة عن طبيعة علاقتي بالأستاذ الراحل إلى بيتنا وفي ذلك اليوم الحزين ضربني والدي ضربا مبرحا وطلب مني الإقرار بأشياء لم ارتكبها .. رفضت وتصلبت برأي وأنا أجد السعادة في تعذيب والدي بهواجسه المريضة واشعر باني انتقم منه وأنا أرى نظرته الكسيرة والإحباط الذي يعانيه من هول ما بشر به .. ومع ذلك لم اعترف .. ألقى بي والدي في حجرة الفئران وهذه آخر مراحل التعذيب في بيتنا .. حجرة الفئران التي جعلت شقيقي الأكبر يهرب وينضم إلى الجيش ويفضل الوقوع في الأسر عند الإيرانيين على البقاء في البيت ودفع شقيقتي الوحيدة أن تتزوج أول رجل تقدم لها ،كانت حجرة الفئران المظلمة تسبب لنا الرعب جميعنا .. عليك أن لا تنام طوال الليل حتى لا تأكل الفئران خصيتيك وأنا في هذا العذاب كانت تخفف على زيارات أمي المكلومة ليلا تحمل لي الطعام وتضمني بحنان حتى جاء يوم الفرج، حضر والدي وصرخ في وجهي بأنه تم نقلي إلى مدرسة جديدة وسأقيم مع عمتي وزوجها المحترم في حي كبار رجالات الدولة وتنفست الصعداء....
نظر احمد إلى صديقه في شرود كأنه لم يسمع ملاحظة صديقه
- هل لازالت صور عائلة رزقار معك ؟
- نعم أحضرتها معي غدا سأريك لها
دفع احمد باب الحجرة بعد أن أرهقهما الحديث الطويل وجلس على الفراش واستلقى حسين في الفراش الآخر
- ما رأيك في كتابة مقال في صحيفة أو مجلة أجنبية مدعما بتلك الصور ؟
استوي حسين جالسا وقد امتلأ رعبا
- لا إن المخابرات تعرف كل شي عننا في الخارج .. لا تتسبب في هلاكي
أطلق احمد زمرة حارة وهو يستلقي على الفراش، يحملق من النافذة إلى اسراب الطيور المهاجرة ليلا وهي تصيح بصيحاتها الغربية ..
- شي يفوق الخيال ، انك تحمل أطنانا من الماسي على كاهلك..
ابتسم حسين ابتسامة صفراء وهو يستلقي بطريقته المفضلة على البلاط ،يمرن جسده بحركاته الرياضية المعتادة...
- وأنت تقوم بدور المسيح غير قيام حاول تخلصني من أحزاني بأقل أضرار ممكنه
تثاءب احمد وردد :
حتما سأحاول...