من وجهة نظر لمى
— هل الوغد موجود في الداخل؟
صوت غريب قاطع تركيزي وأنا أكتب التقرير.
رفعت نظري لأجد ثلاثة رجال أنيقين جدًا واقفين عند مكتبي.
كل واحد فيهم نسخة من غلاف مجلة!
— عذرًا؟ مين أنتم؟
— أنتِ جديدة هون؟
سألني الشاب الأشقر بعينين زرقاوين.
— نعم، بس لسه ما جاوبتوا على سؤالي.
— إحنا مجرد ثلاثة نعرف مديرك... معرفة عميقة.
قالها الأول، ببدلة سوداء ونظرة متحدية.
آه، هدول أكيد ثيو، سكوت، وبيتر.
الأسماء اللي دايمًا أسمعها في أحاديث كريم الجانبية.
— نعم، كريم في مكتبه. تفضلوا.
قلت بابتسامة مهنية، وأشرت نحو الباب.
بعد أقل من دقيقة، رنّ الاتصال الداخلي.
دخلت مكتبه بعد سماع صوته:
— ادخلي، لمى.
..............................
كان الثلاثة مسترخين تمامًا على الأرائك الجلدية.
كريم كان مبتسمًا وهو يقدمني:
— لمى، هذول ثلاثة حمقى، بس يصادف إنهم أصدقائي: ثيو، سكوت، وبيتر.
عرفتهم فورًا:
ثيو هو اللي كلّمتي بالبداية، سكوت الأشقر ذو الابتسامة اللعوب، وبيتر... الصامت المتأمل.
— تشرفت، جميعًا.
قلت وأنا أنظر لكل واحد.
— سُعداء بلقائك. نادرًا ما نرى فتاة تترك انطباع قوي عند كريم!
قالها ثيو وهو يضحك.
— عندي عادة سيئة: أترك انطباع قوي عند الكل. كريم مجرد رقم في القائمة.
قلتها وأنا أرفع كتفي.
سكوت ضحك:
— حبيتها! سؤال سريع: أنسة ولا مرتبطة؟
— أنسة، حبيبي، بس مش لإلك.
قلتها وأنا أربّت على كتفه.
بيتر ابتسم لأول مرة وقال:
— رهيبة.
— وأخيرًا تكلّمت يا بيتر!
همست.
— هو الإنطوائي فينا.
قال كريم.
— بس لما تتعرفي عليه أكثر... دراما كوين بكل معنى الكلمة.
— شايفة. قلتها وأنا أضحك.
— لمى، ممكن تحضّري لنا قهوتك السحرية؟
قالها كريم بطلب، مو أمر!
مهلًا... طلب؟ مش أمر؟!
— كريم طلب وما أمر؟ أنت واقع في الحب يا أخي!
قالها بيتر وضحك بصوت عالٍ.
وقعت الكلمة مثل صاعقة... واقع في الحب؟
كريم قال بسرعة:
— اخرس يا بيتر!
ابتسمت:
— حاضر، القهوة قيد التحضير. تشرفت بمعرفتكم جميعًا.
— رجاءً فكري في طلبي، موضوع العزوبية لسه على الطاولة.
قال سكوت وهو يغمز.
— أراكِ قريبًا، لمى.
قال ثيو بلطف.
— إلى اللقاء.
قال بيتر بابتسامة خفيفة.
..................................................
من وجهة نظر كريم
— أنت واقع في الحب يا صاح!
قالها بيتر بوجه بارد، وكأنها معلومة مؤكدة.
— شو هالحكي؟ رددت وأنا أكتم غضبي.
— مش عميان إحنا يا كريم. واضح زي الشمس.
قالها ثيو.
— مش هيك الموضوع، خلاص اسكتوا!
— يعني لو سكوت طلب منها تطلع معه بموعد، عادي عندك؟
— لا!!!
صرخت قبل أن أعي.
ساد الصمت... ثم:
— سمعتوا؟ كريم أخيرًا وقع!
ضحكاتهم ملأت المكتب... وأنا؟ تمنيت أختفي.
.........................................
من وجهة نظر لمى
فجأة، ظهرت ناتاشا عند مكتبي وهي تكاد تطير من الفرح.
— لمى!!
— ناتس!!
— احزري ليه طايرة من السعادة؟
— كارتر طلب إيدك؟
— لاااا... بس بتمنى! تعرفي لنا ٤ سنين مع بعض!
— طيب شو الموضوع؟
— انتريني! أخدت الترقية!! صرت مديرة تسويق!
— أوووه!! ألف مبروك يا بطلة!
عانقتها بكل حماس.
— بما إنك فرحتِ لي، جهزي نفسك! الليلة بنحتفل في VIP كلوب... على حسابي!
قالتها وهي تلوّح بحقيبتها.
— ناتس، أنا مش...
— مفيش مش! الليلة خطتي بسيطة: فستان جريء، ابتسامة ساحرة، وشخص جديد تتعرفي عليه!
وهربت قبل أن أرد.
ناتس... دائمًا على طريقتها الخاصة!