الفصل العاشر — "آيس كريم بطعم الغرائز"

27 0 00

من وجهة نظر لمى

اقترحت أن نذهب إلى محل كوكيز أند كريم.

زرته مرة مع ناتاشا وكارتر وأحببته كثيرًا؛ المكان لطيف، والآيس كريم... لا يُقاوم.

كريم قال إنه يعرفه، وقادنا بنفسه إليه.

— أريد آيس كريم شوكولاتة مع رقائق، ورشة بسكويت على الوجه.

قلت للنادلة.

— وأنا أختار البوترسكوتش مع صوص الكراميل.

قال كريم بابتسامة هادئة.

جلسنا على طاولة صغيرة قرب الزجاج. أضواء المدينة تلمع في الخارج، والجو كان مثاليًا لعشاء خفيف بعد يوم طويل.

— كيف تقضين يومك الحر، آنسة منصور؟

سألني كريم وهو يُحرّك الملعقة بين أصابعه.

— يبدأ بالغسيل، لأنني أكره الغسيل وأؤجّله طيلة الأسبوع. بعدها ماراثون نتفلكس، مكالمة فيديو مع سامي، وأحيانًا أمارس اليوغا. ماذا عنك؟

— أنا لا أغسل ملابسي. لديّ من يفعل ذلك عني.

— ما شاء الله، لا تتفاخر كثيرًا!

قلتها وأنا أرفع حاجبي.

ضحك وقال:

— أتابع مباريات الكريكيت إن وُجدت، أو أذهب للسباحة. وأحيانًا أخرج مع ثيو وسكوت وبيتر.

— جيد أنك لا تعمل في يوم عطلتك.

— ولمَ تعتقدين أنني سأفعل؟

— لأنك مدمن عمل، وهذا واضح. تعمل كأنك روبوت، لا تتوقف. جشع نجاح حقيقي.

— رائع... هكذا ترينني؟ صريحة جدًا، آنسة جينيفر.

— أُفضّل أن أُسمّيها: صراحة.

وابتسمت.

وصلت الآيس كريم.

أخذت أول ملعقة... يا إلهي، لذة خرافية!

— طعمها جنوني.

تمتمت بانبهار.

التفتُّ لأجده يحدّق بي، بابتسامة خفيفة في زاوية فمه ونظرة مدهوشة.

— ماذا؟ جرّبها!

— هاه؟ آه، نعم.

تدارك نفسه، وأخذ ملعقته.

— لذيذة فعلاً. لا أعلم لمَ لم آتِ هنا من قبل.

— لأنك لا تخرج من مكتبك!

— هذا يُدعى حب العمل.

— وأنا أُسميه إفراطاً.

قلتها وأنا أعود للاستمتاع بآيس كريم الأحلام.

بعد دقائق، انتهينا. دفعت الحساب كما وعدت.

وبينما كنت أستعد للنهوض، أمسك بذراعي برفق:

— مهلًا... لا تزال هناك قطعة آيس كريم على خدّك.

أمسكت بمنديل وبدأت بمسح ذقني عشوائيًا.

— هنا؟

ضحك بخفة، ثم أخذ منديلًا آخر، واقترب، بلطف شديد مسح طرف شفتي.

كان قريبًا جدًا... أنفاسي تسارعت. نظرت إلى الأرض. يده كانت على خدي.

ضحكته الدافئة كانت كافية لتذويب قلبي.

— هيا بنا... لدينا عمل غدًا.

قلت بصوت مرتبك، واتجهت إلى السيارة.

— أعلم، لكنني المدير هنا.

قالها وهو يمشي بجانبي، أذرعنا تلامس بعضها.

— صحيح، لكني لست كذلك. وأعرف أن مديري لا يحب الموظفين المتأخرين. صارم جدًا... إلا معي طبعًا، لأنني ملتزمة ولا أعطيه أي سبب للشكوى.

قلتها بمكر.

انفجر ضاحكًا:

— أنتِ فعلاً مختلفة، لمى.

— وأنت يجب أن تضحك أكثر، تعرف؟

— أضحك؟

— نعم. ضحكتك جميلة، وتُنير وجهك.

ابتسم ولم يرد. اكتفى بنظرة طويلة وأنا أدخل السيارة.

داخل السيارة

— قلت إنك تحب الكريكيت، صح؟ من فريقك المفضل؟

— أستراليا والهند.

— اختيارات ممتازة! أنا أحب الهند وإنجلترا.

— ومن لاعبتك المفضل؟

— صعب جدًا! أحب كوهلي، دي فيلييرز، ساشين تندولكار، وبات كامينز.

— وأنا أحب وورنر، مورغان، ودهوني، وكين ويليامسون.

— علينا حضور مباراة مباشرة في الملعب، سيكون شيئًا من لائحة الأمنيات!

— هو فعلًا ضمن لائحة أمنياتي!

— ما هي بقية الأشياء في قائمتك؟

— لا أستطيع قولها... إن أفشيت الأمنية، لا تتحقق!

— ومن قال هذا؟

— ابن صديقة أخت جارة خادمة جدتي!

قلتها وأنا أضحك.

— فهمت، فهمت!

ضحك هو الآخر.

عند باب شقتي

أوقف السيارة، نزل، وفتح لي الباب.

— شكرًا على العشاء، كريم. استمتعت كثيرًا.

قلتها من قلبي.

— وأنا أيضًا، لمى. كانت أمسية رائعة.

أمسك يدي، رفعها ببطء، وقبّل ظهرها برقة...

نظراته لا تفارق عيني.

لحظات سكون، لم يكن هناك سوى نبضي المرتبك.

كانت لمسة أكثر حميمية من أي قبلة.

حين أفلت يدي، شعرت بفراغ ما.

— تصبح على خير، كريم.

— تصبحين على خير، لمى.

...............................................

من وجهة نظر كريم

ربما لم تعتبرها لمى موعدًا، لكن في داخلي...

كانت أمسية عاطفية كاملة.

أحببت كل لحظة، كل نظرة، كل ضحكة.

هذه الفتاة؟ ذكية، صادقة، جميلة، مستقلة... مختلفة.

لا أفهم كيف خذلها ذلك الرجل... ولا لماذا أشعر بأنني لا أريد أن يقترب منها أحد.

هي مساعدتي، صحيح...

لكنها أكثر من ذلك بكثير.