الفصل السابع عشر -"موعد مع الخطأ"

26 0 00

من وجهة نظر كريم

كنت أنتظر ستيفاني في أحد المطاعم الفاخرة. والدتي كانت قد حجزت لنا العشاء. المكان بدا رائعًا، وأفضل ما فيه كان الموسيقى الحيّة. ذكّرني بنفسي: يجب أن آخذ لمى إلى مطعم فيه موسيقى حية، ستعجبها بالتأكيد.

كنت جالسًا هناك منذ أكثر من 30 دقيقة. دقيقة واحدة إضافية وسأغادر. على الأقل سأقنع أمي أنها لم تكن مناسبة لي. لكن الحظ لم يكن بجانبي، لأنها دخلت أخيرًا.

كنت قد رأيت صورتها سابقًا، لذا عرفت أنها هي. على أرض الواقع كانت تضع الكثير من المكياج، وترتدي فستانًا قصيرًا جدًا بلا أكمام—لم يكن مناسبًا أبدًا للقاء الأول.

عندما وصلت إلى الطاولة، وقفت من باب اللباقة، لكنها قفزت عليّ فجأة وكادت أن تقع لولا أن أمسكت بها.

قالت بحماس مزعج:

أوه كريم! كنت متحمسة جدًا لرؤيتك. بدأت أجهّز نفسي منذ الصباح!

قلت ببرود:

نعم، واضح.

وأشرت إلى ملابسها.

قالت بتصنّع:

أعجبك شكلي؟

تجنّبت الإحراج:

تبدين جميلة.

بدت خيبة الأمل على وجهها للحظة، ربما لأنها كانت تتوقع سيلًا من المجاملات.

قالت وهي ترف بعينيها:

شكرًا، وأنت تبدو وسيمًا جدًا.

أشرت لها أن تجلس:

تفضلي بالجلوس.

قدّمت لنا النادلة القائمة. سألتها:

ماذا تودين أن تطلبي؟

قالت بتصنّع:

سأطلب سلطة الكينوا فقط مع كأس نبيذ أحمر.

صُدمت قليلًا:

فقط سلطة؟ متأكدة أنكِ لا تريدين شيئًا آخر؟

قالت بفخر:

لا، أنا أتّبع حمية، لذا لا شيء سوى السلطة.

طلبت:

سلطة كينوا للسيدة، وأرز مقلي بالدجاج لي. وكأسين من النبيذ الأحمر.

ثم بدأت تسأل:

كريم، أخبرني عن نفسك.

حديثها بدا كله مزيف ومبالغ فيه. قلت باختصار:

أنا رجل أعمال في نيويورك. أملك شركة ملابس مشهورة.

قالت بحماس مفتعل:

بالطبع سمعت عنها! أحب علامتك التجارية جدًا. وأحب أناقتك الشخصية.

ابتسمت محرجًا:

شكرًا.

ثم سألت:

ما هو رأيك في الحب؟

قلت:

الحب هو الشيء الوحيد الذي يُبقينا عاقلين. من دون حب، لا توجد حياة.

قالت:

أعجبتني إجابتك. أما أنا، فأعتبر الحب جزءًا فقط من الحياة. هناك أشياء أهم مثل المال والاستقرار.

بدأت أنزعج:

المال مهم، لكن ليس أكثر من الحب.

قالت:

وماذا ستفعل بالحب إن لم يكن لديك مال؟ ستعيش في الشارع؟

يا لها من سطحية!

قلت:

إذا كان لديك شخص تحبه ويحبك، فذلك هو بيتك. لا تحتاج إلى أربعة جدران. البيت هو من تحب.

قاطعنا صوت النادلة وهي تقدّم الطعام.

أكلنا بصمت. بصراحة، لم أرغب في الحديث معها أكثر بعدما عرفت أنها لا ترى في الحياة إلا المال.

قلت بهدوء وأنا أستعد للمغادرة:

يجب أن أذهب. كان وقتًا لطيفًا، لكن آسف، لا يمكن لهذا أن يستمر. نحن نريد أشياء مختلفة من الحياة.

قالت برجاء:

لكن يمكننا تجربة موعد آخر. سنكون رائعين معًا.

أجبتها:

ستيفاني، من الأفضل أن نذهب كلٌ في طريقه.

واستدعيت لها سيارة أجرة.

قبل أن تغادر، نظرت إليّ نظرة غريبة كأنها تقول سنرى، لكنني لم أهتم. فقط أردت الذهاب إلى المنزل والاسترخاء.

.........................................

في وقت لاحق...

دخلت الفيلا.

أمي، أبي، وصلت.

سمعت صوت أمي من المسبح:

نحن هنا يا حبيبي.

ذهبت إليهم، وجدت أمي تجلس عند المسبح وأبي يسبح.

سألتني أمي:

كيف كان الموعد؟

تنهدت وقلت بصدق:

موعد عادي جدًا. أنا وستيفاني مختلفان تمامًا. نريد أشياء مختلفة من الحياة. أظن أن هذا الموضوع انتهى الآن.

قالت أمي بخيبة أمل:

كنت أظن أنكما ستناسبان بعضكما.

احتضنتها من جانب:

سأقابل الفتاة المناسبة في الوقت المناسب يا أمي.

قال أبي وهو يقترب منّا:

وربما قد قابلتها بالفعل، لكنك فقط لم تدرك بعد أنها هي الفتاة التي تحلم بها.

نظرت له بدهشة:

ماذا تقصد؟

قال:

أقصد أنها قد دخلت حياتك فعلًا. فقط أنت لم تعرف بعد أنها 'الفتاة'.

تمتمت:

سأفكر في الأمر يا أبي.

قلت لهم:

تصبحون على خير.

في الليل، تمددت في السرير وأفكر بكلام أبي.

ربما دخلت حياتك بالفعل، لكنها الفتاة التي لا تعرف بعد أنها حلمك.

لمى.

الوحيدة التي خطرت ببالي.

هل يمكن أن تكون لمى... هي الفتاة التي كنت أبحث عنها طوال الوقت؟