الفصل الحادي عشر — "الاعترافات تأتي من الغرباء"

27 0 00

من وجهة نظر لمى

— هل الوغد موجود في الداخل؟

صوت غريب قاطع تركيزي وأنا أكتب التقرير.

رفعت نظري لأجد ثلاثة رجال أنيقين جدًا واقفين عند مكتبي.

كل واحد فيهم نسخة من غلاف مجلة!

— عذرًا؟ مين أنتم؟

— أنتِ جديدة هون؟

سألني الشاب الأشقر بعينين زرقاوين.

— نعم، بس لسه ما جاوبتوا على سؤالي.

— إحنا مجرد ثلاثة نعرف مديرك... معرفة عميقة.

قالها الأول، ببدلة سوداء ونظرة متحدية.

آه، هدول أكيد ثيو، سكوت، وبيتر.

الأسماء اللي دايمًا أسمعها في أحاديث كريم الجانبية.

— نعم، كريم في مكتبه. تفضلوا.

قلت بابتسامة مهنية، وأشرت نحو الباب.

بعد أقل من دقيقة، رنّ الاتصال الداخلي.

دخلت مكتبه بعد سماع صوته:

— ادخلي، لمى.

..............................

كان الثلاثة مسترخين تمامًا على الأرائك الجلدية.

كريم كان مبتسمًا وهو يقدمني:

— لمى، هذول ثلاثة حمقى، بس يصادف إنهم أصدقائي: ثيو، سكوت، وبيتر.

عرفتهم فورًا:

ثيو هو اللي كلّمتي بالبداية، سكوت الأشقر ذو الابتسامة اللعوب، وبيتر... الصامت المتأمل.

— تشرفت، جميعًا.

قلت وأنا أنظر لكل واحد.

— سُعداء بلقائك. نادرًا ما نرى فتاة تترك انطباع قوي عند كريم!

قالها ثيو وهو يضحك.

— عندي عادة سيئة: أترك انطباع قوي عند الكل. كريم مجرد رقم في القائمة.

قلتها وأنا أرفع كتفي.

سكوت ضحك:

— حبيتها! سؤال سريع: أنسة ولا مرتبطة؟

— أنسة، حبيبي، بس مش لإلك.

قلتها وأنا أربّت على كتفه.

بيتر ابتسم لأول مرة وقال:

— رهيبة.

— وأخيرًا تكلّمت يا بيتر!

همست.

— هو الإنطوائي فينا.

قال كريم.

— بس لما تتعرفي عليه أكثر... دراما كوين بكل معنى الكلمة.

— شايفة. قلتها وأنا أضحك.

— لمى، ممكن تحضّري لنا قهوتك السحرية؟

قالها كريم بطلب، مو أمر!

مهلًا... طلب؟ مش أمر؟!

— كريم طلب وما أمر؟ أنت واقع في الحب يا أخي!

قالها بيتر وضحك بصوت عالٍ.

وقعت الكلمة مثل صاعقة... واقع في الحب؟

كريم قال بسرعة:

— اخرس يا بيتر!

ابتسمت:

— حاضر، القهوة قيد التحضير. تشرفت بمعرفتكم جميعًا.

— رجاءً فكري في طلبي، موضوع العزوبية لسه على الطاولة.

قال سكوت وهو يغمز.

— أراكِ قريبًا، لمى.

قال ثيو بلطف.

— إلى اللقاء.

قال بيتر بابتسامة خفيفة.

..................................................

من وجهة نظر كريم

— أنت واقع في الحب يا صاح!

قالها بيتر بوجه بارد، وكأنها معلومة مؤكدة.

— شو هالحكي؟ رددت وأنا أكتم غضبي.

— مش عميان إحنا يا كريم. واضح زي الشمس.

قالها ثيو.

— مش هيك الموضوع، خلاص اسكتوا!

— يعني لو سكوت طلب منها تطلع معه بموعد، عادي عندك؟

— لا!!!

صرخت قبل أن أعي.

ساد الصمت... ثم:

— سمعتوا؟ كريم أخيرًا وقع!

ضحكاتهم ملأت المكتب... وأنا؟ تمنيت أختفي.

.........................................

من وجهة نظر لمى

فجأة، ظهرت ناتاشا عند مكتبي وهي تكاد تطير من الفرح.

— لمى!!

— ناتس!!

— احزري ليه طايرة من السعادة؟

— كارتر طلب إيدك؟

— لاااا... بس بتمنى! تعرفي لنا ٤ سنين مع بعض!

— طيب شو الموضوع؟

— انتريني! أخدت الترقية!! صرت مديرة تسويق!

— أوووه!! ألف مبروك يا بطلة!

عانقتها بكل حماس.

— بما إنك فرحتِ لي، جهزي نفسك! الليلة بنحتفل في VIP كلوب... على حسابي!

قالتها وهي تلوّح بحقيبتها.

— ناتس، أنا مش...

— مفيش مش! الليلة خطتي بسيطة: فستان جريء، ابتسامة ساحرة، وشخص جديد تتعرفي عليه!

وهربت قبل أن أرد.

ناتس... دائمًا على طريقتها الخاصة!