الفصل الثاني عشر — "مَن تُراه هذا الذي يشبهك؟"

27 0 00

من وجهة نظر كريم

نفس الحكاية كل مرة...

الشباب يقررون نروح على نادٍ ليلي، وبالطبع أتواجد أنا قبلهم بـ 20 دقيقة، وأسمع نفس الجمل:

— ثيو واصل خلال خمس دقايق.

— سكوت في الموقف.

— وبيتر عند الباب.

مرّت عشر دقائق ولا أحد منهم وصل بعد!

......................................

من وجهة نظر لمى

ماذا أرتدي؟

هل أختار الأسود؟ أم ذاك الفستان الأخضر؟

صوت قديم في داخلي يهمس: تذكري لما كنتِ مع كالب...

كالب...

كنا نخرج إلى النوادي كثيرًا، وكان مدمن كحول. أصدقاؤه أيضًا.

كانوا يرمقونني بنظرات لم أكن أطيقها. نظرات ليست عبثًا... بل قذارة.

وعندما أخبرت كالب؟

ضحك وقال: يمزحون فقط.

لا، لم تكن مزحة.

مسحت وجهي بماء بارد، وقلت لنفسي:

انسي الأمر يا لمى. الليلة ناتاشا تحتفل. وأنتِ بحاجة لوقت ممتع.

وصلت النادي، والضوء الخافت، والموسيقى العالية، والضحكات المبعثرة جعلتني أشعر بشيء من الحنين والحرية.

ناتاشا توجهت للرقص مع كارتر، ومِيلَا ذهبت مع صديقها لوكاس... وأنا؟ أنا توجهت مباشرة نحو البار.

— أحتاج إلى مشروب.

ثم مشروب ثانٍ، وثالث... رابع...

حتى العاشر.

مرحبًا بكم في عالم لمى السكرانة!

..................................................

من وجهة نظر كريم

دخل ثيو، وسكوت، وبيتر أخيرًا. كنا نتحدث، كالمعتاد، عن كل شيء وأي شيء.

سكوت كالعادة كان يروي مغامراته الفاتنة:

— تخيل، كنت على وشك الحصول على قبلة مجانية عند الباب!

وبينما هو يتحدث، وقع بصري على فتاة ترتدي بلوزة خضراء حريرية وبنطال أسود...

تلك ملامح أعرفها.

— لمى؟!

قلتها في داخلي.

كانت تبدو سكرانة بالكامل... وتبتسم ببراءة طفلة لا تدري ما يدور حولها.

اقتربت منها، لم أستطع الوقوف مكتوف اليدين.

— لمى!

لمست كتفها.

استدارت، نظرت إليّ، وابتسمت بسذاجة وقالت:

— هاي... أيها الوسيم.

تمامًا كما توقعت، خارج الخدمة.

— شو عم تعملي هون لوحدك؟

— أنا مش وحدي، أنا مع... حبيبي.

واحمرت وجنتاها.

حبيبها؟!

— ومن حبيبك؟

— إنت!!!

وانفجرت ضاحكة.

كُنت عاجزًا عن الرد.

بعدها، اقتربت ناتاشا ومجموعة الأصدقاء.

— مساء الخير أستاذ كريم. قالت مِيلَا بلطف.

— هي لمى معكم؟

— نعم، نحتفل بترقيتي! أجابت ناتاشا.

— تمام، أنتم كملوا سهرتكم، أنا أوصلها.

— نوصّلها إحنا. قال أحدهم.

— ما طلبت رأيك. رددت بحدة.

وافقوا أخيرًا، وغادروا.

في السيارة

ساعدتها على الوقوف، ذراعها حول عنقي، ويدي حول خصرها.

— بس... إنتَ حبيبي، مو المفروض نروح على بيتك؟

— لمى، أنا كريم... مديرك، تذكّري؟

— تشبهه كثيرًا! بس كريم الحقيقي وسيم ومخيف، وما يجي على نوادي!

عبست.

وسيم ومخيف؟

آه، هذه شهادة تُحفظ!

— للأسف، أنا هو.

جلسَت بجانبي في السيارة، وظلّت تهذر طوال الطريق، بكلمات عشوائية وضحكات لم أعتد عليها منها. أحببت هذا الجانب العفوي منها.

وصلنا إلى بنايتها:

— لمى، وين مفتاح البيت؟

— في الجاكيت.

— وين الجاكيت؟

— نسيتُه بالنادي!

ضحكت.

يا للهول!