لا أريد أن أعرف عنكم المزيد و لا أريد أن أعيشكم كائنات ضبــابية بلا ملامــح ، و لا
أريــد أن أتعــذب بكم أنتــم أيضا يكفيني عذاباتي •• حيرتي •• و قسوة الناس عليناريم
و حملت الرياح الرد إليها سريعا ، رسالة من تامر و أخرى من سهيل ، فتحت أولا رسالة تامر :
ابنة العم الرقيقة / ريم
عندما يتهمك الغرباء تهمة لا تستطيعين إسقاطها ، يكفي أحيانا أن تهزي رأسك لتقولي بلامبالاة لأنهم غرباء ، يقولون ، و لأنهم غرباء لن يفهموا ما نحن فيه ••
بوسعك دائما أن تجدي ردا ينزل بردا و سلاما على غضبك و سخطك و يحوله رضا و لا مبالاة ، و لكن إذا كانت التهمة من الأقرباء ، من الغوالي ، ممن يهمك أمرهم و تتمنين
لو همهم أمرك ، عندها تكون الطامة الكبرى ••
ابنة عمي إننا في غربتنا و لجوئنا بين نارين أستغرب كثيرا تأخرك في الإحساس بهما ، نار الغرباء من الجيل الجديد الذين لا يعرفون عنا إلا ما تبثه وسائلهم الإعلامية
و هذه النار لمستها بنفسك •• و نار الأقرباء الذين يحولونحياة البؤس التي يعيشونها في ظل احتلال لا يرحم و فاقة تغل الأعناق و يوميات رعب متواصلة ، يحولون
هذه الحياة إلى سياط نقمة على من أفلت منها ، سياط نقمة و غضب على أولئك المترفين الذين ينامون آخر الليل باطمئنان و يعيشون في تبات و نبات في انتظار هادم اللذات
الطيب الذي يأتي إليهم في وجبــة دسمــة ، أو نومة هنيـــئة ، أو رحلة متعة •• و هــذه نار لم تلمسيها و لمستها أنا ، بين هذه و تلك يعيش فلسطيني اللجوء ، و
ليت الأمــر يقتصــر على الكلام و الضغط النفسي إذن لهانت و استطعنا تحمله ، و لكنه يتحول إلى فعل يتمثل في تعليم عسير و شفاء عزيز ، ووظيفة مستحيلة ، صراع
يشبه ما تعيشينه يعيش فيه كل فلسطيني عادي ، قد يخرج منا غولا لا ينتمي إلى قيمة مثلما هو الحال مع كل الشعوب لكن غولنا يصبح صفة عامة تطالنا جميعا و كأننا
أصبحنا كلنا غيلان •• أسماء بارزة قد تتحول إلى شياطين و يطالنا في ضعفنا و استكانتنا شرهم فنصبح في العيون و قرارة النفوس شياطين بدورنا •• الفلسطيني في نظر
العالم شخص واحد ، و الشخص الواحد إما أن يكون طيبا أو يكون شريرا و قد اختاروا لنا الصفة الاخيرة ووسمونا بها •• اغضبي يا ابنة عمي ، اضربي رأسك في الجدران
، اقتلعي مذياعكم و مزقي صحيفتكم ، لكنك في النهاية ستجلسين في ركن قصي تجترين عذاباتك و لن يرحمك أحد ، أبي مات قبل أسبوع •• مات و شفاهه متشققة تنطق بأسماء
الغوالي فنسمع مع أسمائهم صوت تكسرات ذاته ، أصبح الشوق لديه ماردا ، أصبحت اللهفة عنده مرض ، فمات ، كم فلسطيني مات في اللجوء أنت روحه حنينا فلم يتلق أناته
قلب واحد تسكنه الرحمة ، كم لاجيء حفظ وطنه ألبوما مهترئا و كيس رمل و ذكريات طالتها العفونة و لم ينس رغم الاتهامات و النيران ••
ابنة عمي •• لن أتوقف عن الكتابة إليك و بدورك لن تتوقفي ، اغضــبي و ثوري و ابكي و لكن لا تتوقفي عن الحب ، عن الانتماء ، عن الأهل ، لا تصومي عن الحياة لآن
الآخرين انتزعوا شربة الماء التي تحتاجينها لجوف ملتهب قبل أن تبلغ فاك ، لا تصومي عن الحياة لأن الذي وهبها هو وحده القادر على استردادها ••
ابن عمك تامر عمر القاسم
و بكت ريم ، بكت كما لم تبك في حياتها كلها •• بكت بنشيج مرتفع كان داخلها يعوي ، كانت ذاتها مرهقة متعبة ، كانت الأشباح تسكنها و الرياح تصفر في رأسها ، كان
كل شيء أسود ، و غلبها الخوف المريع ثانية ، غلبها الخوف فاجتاحت دقات قلبها المرتفعة المتسارعة كل الأمان الذي كانت تظنه ، كل اللامبالاة التي تعلمتها فوقتها
لبعض الوقت من الشعور بالخوف •• عندما جاءت الأم على صوت البكاء و جاء قاسم و جاءت سمر ، وجدوا الخطاب ملقى على السرير مبلل بالدموع ، ثقيل بما يحمل ، أسود
من نبأ الموت الذي فيه ، فهمت الأم و فهم قاسم و جلس على طرف الفراش و قال :
أخوة أبي يتساقطون تباعا •• لم يبق إلا أبي و عمي بدر ••
صاحت الأم :
أبعد الله الشر عن أبيكم ••نظرت إليها ريم و قالت وسط دموعها :
و هل بقي شر بعد يا أمي •• و هل بقي شر بعد ؟
***
حاولت ريم في الأيام القليلة الباقية على امتحان نصف العام أن تبتعد ما أمكنها عن الجميع في الجامعة ، فكانت ترفض بهدوء شديد و بإصرار أي دعوة لتذهب للاستراحة
مع زملائها ، و كانت تعتذر للدكتور محمد بأنها مشغولة بالامتحان إذا ما سألها عن أحوالها أو حاول فتح حديث معها ، و ظلت ترتدي اللون الأسود طيلة الوقت و تتخذ
لنفسها مكانا منفردا على الأريكة في حديقة الجامعة بين المحاضرات و تغرس وجهها في كتاب أو تنهمك في رسم لوحة لا تنتهي ، لتمنع أي متطفل من اقتحام خلوتها ، و
تشاور الأصدقاء في طريقة تخرج بها ريم عن صمتها الاختياري و توجهوا إليها ذات يوم و بادرتها سمر :
ريم ، نحن لا نستحق منك هذا العقاب الصارم ••
رفعت ريم إليها عينيها و لم تجب و عادت للرسم فقال أحمد :
فؤاد أخطأ و سيعتذر لكو قال فؤاد بسرعة :
نعم أنا آسف •• و قالت هدى :
ريم نحن نحدثك ••
لم ترد و اكتفت بحركات عصبية على اللوحة كانت تشويها أكثر منها رسما ، نظر الأصدقاء لبعضهم و قال أحمد :
اسبقوني على الاستراحة ، سأخبر ريم أمرا ثم ألحق بكم •• عندما انصرف الجميع و بقي أحمد قال و هو يجلس بجوارها يطالع اللوحة :
ريم ، أعرف ما تفكرين به ، أعرف أنك غاضبة ، و أنك ترفضين صحبتنا ، و لن نضغط عليك كثيرا ، إلا أنني سأخبرك أمرا قد يعنيك أن تعرفيه •• أنا أشعر بك تماما ••
و في ذلك اليوم عندما أخبرتك أنني أحبك لم يكن حديثي من قبيل اللهو ، و لكنه كان حديث نفس ، بالفعل أشعر أنني مرتبط بك بشكل أو بآخر ، أشعر أنك قطعة مني ••
نظرت اليه ريم و قالت مقاطعة بغضب :
أنا لست قطعة من أحد ، و لا أريد أن أسمع هذه العبارات مجددا ، لم آت إلى هنا من أجل الحب و لعب العيال ، لقد جئت لكي أتعلم و أحقق أحلامي و انتمائي الشخصي
الذي أريده ، و لا أريد المـزيد عنك أو عن غيـــرك ، و ليتكم تبتــــعدون عني فــأنا لست منـــكم و سأظل وافدة غريبة عنكم إلى الأبد و يحسن أن تتركوني لحالي
•• فوجيء أحمد بنبرتها ، و علا سريعا الغضب محياه و قال و هو ينهض :
يبدو أنني أخطأت عندما بقيت •• انصرف بخطوات سريعة ، لكنه لم يذهب إلى الاستراحة بل اتجه لمبنى الكلية •• رأته ريم عندما تابعته بعيونها ، تابعت الرسم و في
داخلها بركان •• استغرقتها الأفكار فلم تتبين الظل الذي أشرف عليها من الخلف ، و لم تنتبه إلا على صوت الدكتور طارق و هو يقول :
تحت أية مدرسة فنية يندرج هذا الرسم يا ريم ؟ التفتت إليه •• و عادت للوحتها فيما اتخذ لنفسه مكانا بجوارها ، لمحت أحمد يقف بعيدا يراقبهما فعرفت أن الدكتور
طارق صديق الطلبة هو رسول أحمد و توقعت ما سيجيء فقالت بهدوء :
دكتور طارق ، لقد كان لك الفضل بعد الله في التحاقي بالجامعة ، و لهذا فلن أجحدك فضلك و سأستمع لما تريد قوله ••
فقال الدكتور :
لا شيء يا ريم ، لا أريد أن أقول شيئا معينا ، أريد فقط أن أعرف اسم ما أنت فيهتنهدت ريم و قالت :
سمه اليأس إن شئت •• ابتسم الدكتور و قال :
حسنا و هو اسم مناسب لهذه اللوحة السريالية التي ترسمينها الآن •• هل قررت تجربة نفسك في هذه المدرسة ، أعرف أنك تنتمين إلى الواقعية •• ضربت ريم اللوحة عدة
ضربات قوية بالفرشـــاة و التفتت إلى الدكتـــور طـــارق و قالت و دموعها تغسل عيونها :
أنا مهزومة يا دكتور ، مهزومة ، هل تعرف معنى الهزيمة ؟ ، معنى أن ينهار الكون من حولك ، معنى أن تنهار القيم التي ركنت إليها طويلا و شكلت نفسك و كيانك ، قيمة
أن تصادق و أن تعطي بإخلاص و أن تثبت للجميع أنك قادر على الحب و العطاء و قادر على الاندماج و التحول مع المجـــموع إلى شيء واحد ••هل جــربت يوما أن يضيع
كل هذا فجأة و تجد نفسك شيئا منبوذا ، هل جربت أن يحكم عليك الآخرون من منظارهم الشخصي دون الالتفات إلى صفاتك الشخصية ، هل تعلم مقدار الانكسار الذي يمكن أن
يعشش داخلي عندما أفاجأ أنني موضع شــك و غير جـــديرة بالــثقة و ليس من حقي أن أكون كالآخرين و أختار لحياتي ما أريــده وفق ما تربيــت عليه ، إنني في نظـــر
الجمـــيع جنسية متهمة و ليس مجرد بنت عادية ، فؤاد قال لي أنني في نظرهم الوافدة الثرية المدللة و أحمد قال لي أن لي وضعا خاصا يجب أن أراعيه ، و ابن عمي سألني
كيف لم أشعر بفكي النار من الغرباء و الأقرباء حتى ذاك اليوم ، و عمي الثالث مات و أبي في غربته يقاسي الأمرين و يكافح شوقا و حنينا مضاعفا من أجل تعليمنا و
في الوقت نفسه يصر الجميــع على أن كل هـــــذا لا يكفي ، كل هذا لا يسمــــح لي بأن أكون كالجمـــيع و أعيش مثلهم •• أنا لم أقترف ذنبا في حق أحد ، لم أتعد
على خصوصية أحد ، لم أمارس معهم لعبة التجريح منذ عرفتهم ، اتخذتهم أصدقاء و اعتقدت أنني صديقتهم ، أنني مخطئة ، منذ البداية مخطئة ، لم أكن منهم يوما و لن
يكونوا مني ، لي وضع خاص يجب أن أراعيه في الجامعة مثلما عشت عمري كله أراعيه في المدرسة ، مثلما هجرت طفولتي مجبرة ذات يوم عندما كــــان أولياء الأمور يحتـــــجون
على جــــائزة تفــوق تمنح لوافدة و أولادهم لا •• مثلما قبلت أن أعيش في الظل حتى لا ألفت الأنظار ، مثلما عودت نفسي دوما على قياس خطواتي قبل الإقدام عليها
، عــــودت نفسي دوما على حسابـــات المكسب و الخسارة في مرحلة لا يعرف فيها الصغار ما معنى المكسب و الخسارة ••
ببساطة يا دكتور خسرت ••
أمسك الدكتور طارق الفرشاة المجنونة في يدها و أوقفها عن اللوحة و قال و هو يرفع اللوحة الغريبة :
اسمعي يا ريم •• إذا سلمنا بأن كل إنسان يولد في هذا الكون عليه أنيتعرف على ذاته و صفاته و إمكانياته و يتكيفمع ما منحه الله أو أخذ منه ، لكي يجد له
مكانا تحت الشمس ، لعرفنا سر عظمة طه حسين الكفيف ، و أبطال السباحة المعوقين ، و لعرفنا أيضا السر في موت آلاف البشر دون أن يعرفهم أحد •• السر يكمن دائما
في ذواتنا ، في قدرتنا على تلمس هذه الذوات بكل نقاط ضعفها و قــوتها و محـــاولة تدعـيــم نقاط القوة و تهميش نقاط الضعف •• لو استسلم كل ذي عاهة لعاهته لأصبح
البشر كومة من ذوي العاهات المحبطين و لرجع الكون إلى الوراء و لم يتقدم خطوة إلى الأمام •• قيسي نفسك جيدا ، فإذا رأيت أن جنسيتك هي عاهتك في زمن يرفض العروبة
و يمج شعارات الوحدة و يبسط يده مسالما للعدو ، فعيشي ريم الفتاة التي منحها الله موهبة الرسم و القدرة على التقاط أدق الخلجات و تصوير المشاعر و الأحلام ،
انجحي في هذا و اثبتي وجودك فيه و لا تتركي المجال للإحباط أن يسكنك لأن نتيجته دائما ستكون هذا التشويه الذي رسمت •• نتيجته تهميشك أنت و فشلك أنت ••قالت
ريم بحزن و ضعف شديدين :
لكن يا دكتور طارق ، جنسيتي هي كياني و انتمائي ، و إذا رآها البعض عاهة فأنا أراها فخرا و عزة ، و إذا حاول البعض أن يجعل منها نقطة ضعف فهي في نظري سر قوتي
•• كيف أتعامل معها كعاهة إذا كان إحساسي بها يختلف عن إحساس الآخرين ، كيف أستطيع التوفيـــق بين ذاتي و ذواتهم و نــحن نــرى الشيء ذاته بنظــرة مختلـــفة
و برؤية مغايرة •• كيف يا دكتور كيف ؟
نهض الدكتور طارق و قال لريم مبتسما :
حددي المعادلة بنفسك ، أنت المعنية بها ، و أنت التي يجب أن تبحثي عن حل لها •• ليس بالعزلة و اجترار الحزن و لكن بالوقوف أمام المجـــتمع ، إما أن يستسلموا
لرؤيتك لذاتك و يعترفوا بك ككل و إما أن تستسلمي لرؤيتهم و تعيشي كما يريدون •• مضى الدكتور طــارق ، ترك ريم غـــارقة في التفكير •• حـــائرة ، تطالع لوحــتها
البشعة و تبحث عن الحل •• و عندما خفق قلبها خفقه الشديد ثانية قررت التوجه إلى عيادة الجامعة ، و بالفعل وصلت الى هناك فوجدت الطبيب منهمكا في تضميد جرح لأحــد
الطلاب و ما إن رآها حتى صاح :
آه •• ريم أخيرا جئت للسلام على الطبيب العجوز ••
كيف حالك يا دكتور سامي ؟ لقد جئت إليك كمريضة مرة أخرى
خيرا إن شاء الله ؟ أطرقت ريم قليلا فأنهى الطبيب عمله مع الطالب و أعطاه دواءً و أوصاه بأشياء ، فلما انصرف قال :
خيرا يا ريم
أشعر بالخوف ••
ماذا ؟! جلست ريم و قالت :
يوم سفر أبي انقبض قلبي فجأة و داهمني شعور عظيم بالخوف ، ظل هذا الشعور معي قرابة الساعة ، يصحبه دقات سريعة في قلبي و أشعـــر بالعـــرق يخـــرج غـــزيرا
مني ، و تراودني مشاعر رهبة ، لا أدري لأي سبب ••رغم أنه لاشيء حولي يخيف ، و هذه الحالة ظلت تتكرر عندي في فترات متقطعة أشعر خلالها أن قلبي يكاد يقف من الخوف
، هكذا دون أسباب ملموسة ، و في الأيام الأخيرة أصبح هذا الشعور يلازمني ليلا عندما أدخل لأنام و صباحا عندما أستيقظ ، كأنني أتوقع شرا دائما •• و اليوم جاءني
هذا الشعور قبل قليل •• قلت أستشيرك علك تجد السبب ••خاصة و إنني بت أفيق مذعورة بمجرد أن يوقظني أحدهم •• كأنه يحمل لي الموت ••
ابتسم الطبيب و قال :
لا يوجد في العيادة كما ترين أدوات و أجهزة تساعدني في تشخيص هذه الحالة ، لابد من عمل رسم قلب أولا للتأكد من أن القلب بخير ، لكنني يمكنني أن أساعدك بطريقة
اخرى •• تطلعت ريم إليه متسائلة فأكمل :
أشك في أن مشاعرك هذه هي من قبيل الضيق النفسي ، نحن نتضايق أحيانا فنعبر عن ضيقنا بأساليب مختلفة ، البعض قد يصيح و يصرخ و البعض قد يبكي و البعض قد يشعر
بالآم عضوية في بطنه أو يديه و البعض تتزايد دقات قلبه و يستشعر خوفا مجهول الأسباب مثلما يحدث معك ، فما الذي يضايق طالبتنا الصغيرة ؟ ابتسمت ريم رغما عنها
و قالت :
المضايقات كثيرة في هذه الحياة يادكتور
فقال الطبيب و هو يجلس قربها :
نعم ، هذا صحيح ، و لكنك مازلت صغيرة على الشعور بالضيق حد المرض ، و لابد أن تكوني أقوى حتى لا يتغلب عليك إحساسك و يصبح مرضي فعلا •• تنهدت ريم و قالت :
و ما المطلوب الآن ، هل تحولني إلى مستشفى الجامعة لأجري رسم القلب الذي تريد ؟ أطرق الطبيب و قال :
في الواقع يا ريم ، هذا أمر صعب قليلا ، فبالنظر إلى كونك لست مصرية يصعب أداء هذه المهمة لك ••