14

20 0 00

لا أريد أن أعرف عنكم المزيد و لا أريد أن أعيشكم كائنات ضبــابية بلا ملامــح ، و لا

أريــد أن أتعــذب بكم أنتــم أيضا يكفيني عذاباتي •• حيرتي •• و قسوة الناس عليناريم

و حملت الرياح الرد إليها سريعا ، رسالة من تامر و أخرى من سهيل ، فتحت أولا رسالة تامر :

ابنة العم الرقيقة / ريم

عندما يتهمك الغرباء تهمة لا تستطيعين إسقاطها ، يكفي أحيانا أن تهزي رأسك لتقولي بلامبالاة لأنهم غرباء ، يقولون ، و لأنهم غرباء لن يفهموا ما نحن فيه ••

بوسعك دائما أن تجدي ردا ينزل بردا و سلاما على غضبك و سخطك و يحوله رضا و لا مبالاة ، و لكن إذا كانت التهمة من الأقرباء ، من الغوالي ، ممن يهمك أمرهم و تتمنين

لو همهم أمرك ، عندها تكون الطامة الكبرى ••

 

ابنة عمي إننا في غربتنا و لجوئنا بين نارين أستغرب كثيرا تأخرك في الإحساس بهما ، نار الغرباء من الجيل الجديد الذين لا يعرفون عنا إلا ما تبثه وسائلهم الإعلامية

و هذه النار لمستها بنفسك •• و نار الأقرباء الذين يحولونحياة البؤس التي يعيشونها في ظل احتلال لا يرحم و فاقة تغل الأعناق و يوميات رعب متواصلة ، يحولون

هذه الحياة إلى سياط نقمة على من أفلت منها ، سياط نقمة و غضب على أولئك المترفين الذين ينامون آخر الليل باطمئنان و يعيشون في تبات و نبات في انتظار هادم اللذات

الطيب الذي يأتي إليهم في وجبــة دسمــة ، أو نومة هنيـــئة ، أو رحلة متعة •• و هــذه نار لم تلمسيها و لمستها أنا ، بين هذه و تلك يعيش فلسطيني اللجوء ، و

ليت الأمــر يقتصــر على الكلام و الضغط النفسي إذن لهانت و استطعنا تحمله ، و لكنه يتحول إلى فعل يتمثل في تعليم عسير و شفاء عزيز ، ووظيفة مستحيلة ، صراع

يشبه ما تعيشينه يعيش فيه كل فلسطيني عادي ، قد يخرج منا غولا لا ينتمي إلى قيمة مثلما هو الحال مع كل الشعوب لكن غولنا يصبح صفة عامة تطالنا جميعا و كأننا

أصبحنا كلنا غيلان •• أسماء بارزة قد تتحول إلى شياطين و يطالنا في ضعفنا و استكانتنا شرهم فنصبح في العيون و قرارة النفوس شياطين بدورنا •• الفلسطيني في نظر

العالم شخص واحد ، و الشخص الواحد إما أن يكون طيبا أو يكون شريرا و قد اختاروا لنا الصفة الاخيرة ووسمونا بها •• اغضبي يا ابنة عمي ، اضربي رأسك في الجدران

، اقتلعي مذياعكم و مزقي صحيفتكم ، لكنك في النهاية ستجلسين في ركن قصي تجترين عذاباتك و لن يرحمك أحد ، أبي مات قبل أسبوع •• مات و شفاهه متشققة تنطق بأسماء

الغوالي فنسمع مع أسمائهم صوت تكسرات ذاته ، أصبح الشوق لديه ماردا ، أصبحت اللهفة عنده مرض ، فمات ، كم فلسطيني مات في اللجوء أنت روحه حنينا فلم يتلق أناته

قلب واحد تسكنه الرحمة ، كم لاجيء حفظ وطنه ألبوما مهترئا و كيس رمل و ذكريات طالتها العفونة و لم ينس رغم الاتهامات و النيران ••

ابنة عمي •• لن أتوقف عن الكتابة إليك و بدورك لن تتوقفي ، اغضــبي و ثوري و ابكي و لكن لا تتوقفي عن الحب ، عن الانتماء ، عن الأهل ، لا تصومي عن الحياة لآن

الآخرين انتزعوا شربة الماء التي تحتاجينها لجوف ملتهب قبل أن تبلغ فاك ، لا تصومي عن الحياة لأن الذي وهبها هو وحده القادر على استردادها ••

ابن عمك تامر عمر القاسم

و بكت ريم ، بكت كما لم تبك في حياتها كلها •• بكت بنشيج مرتفع كان داخلها يعوي ، كانت ذاتها مرهقة متعبة ، كانت الأشباح تسكنها و الرياح تصفر في رأسها ، كان

كل شيء أسود ، و غلبها الخوف المريع ثانية ، غلبها الخوف فاجتاحت دقات قلبها المرتفعة المتسارعة كل الأمان الذي كانت تظنه ، كل اللامبالاة التي تعلمتها فوقتها

لبعض الوقت من الشعور بالخوف •• عندما جاءت الأم على صوت البكاء و جاء قاسم و جاءت سمر ، وجدوا الخطاب ملقى على السرير مبلل بالدموع ، ثقيل بما يحمل ، أسود

من نبأ الموت الذي فيه ، فهمت الأم و فهم قاسم و جلس على طرف الفراش و قال :

أخوة أبي يتساقطون تباعا •• لم يبق إلا أبي و عمي بدر ••

صاحت الأم :

أبعد الله الشر عن أبيكم ••نظرت إليها ريم و قالت وسط دموعها :

و هل بقي شر بعد يا أمي •• و هل بقي شر بعد ؟

***

حاولت ريم في الأيام القليلة الباقية على امتحان نصف العام أن تبتعد ما أمكنها عن الجميع في الجامعة ، فكانت ترفض بهدوء شديد و بإصرار أي دعوة لتذهب للاستراحة

مع زملائها ، و كانت تعتذر للدكتور محمد بأنها مشغولة بالامتحان إذا ما سألها عن أحوالها أو حاول فتح حديث معها ، و ظلت ترتدي اللون الأسود طيلة الوقت و تتخذ

لنفسها مكانا منفردا على الأريكة في حديقة الجامعة بين المحاضرات و تغرس وجهها في كتاب أو تنهمك في رسم لوحة لا تنتهي ، لتمنع أي متطفل من اقتحام خلوتها ، و

تشاور الأصدقاء في طريقة تخرج بها ريم عن صمتها الاختياري و توجهوا إليها ذات يوم و بادرتها سمر :

ريم ، نحن لا نستحق منك هذا العقاب الصارم ••

رفعت ريم إليها عينيها و لم تجب و عادت للرسم فقال أحمد :

فؤاد أخطأ و سيعتذر لكو قال فؤاد بسرعة :

نعم أنا آسف •• و قالت هدى :

ريم نحن نحدثك ••

لم ترد و اكتفت بحركات عصبية على اللوحة كانت تشويها أكثر منها رسما ، نظر الأصدقاء لبعضهم و قال أحمد :

اسبقوني على الاستراحة ، سأخبر ريم أمرا ثم ألحق بكم •• عندما انصرف الجميع و بقي أحمد قال و هو يجلس بجوارها يطالع اللوحة :

ريم ، أعرف ما تفكرين به ، أعرف أنك غاضبة ، و أنك ترفضين صحبتنا ، و لن نضغط عليك كثيرا ، إلا أنني سأخبرك أمرا قد يعنيك أن تعرفيه •• أنا أشعر بك تماما ••

و في ذلك اليوم عندما أخبرتك أنني أحبك لم يكن حديثي من قبيل اللهو ، و لكنه كان حديث نفس ، بالفعل أشعر أنني مرتبط بك بشكل أو بآخر ، أشعر أنك قطعة مني ••

نظرت اليه ريم و قالت مقاطعة بغضب :

أنا لست قطعة من أحد ، و لا أريد أن أسمع هذه العبارات مجددا ، لم آت إلى هنا من أجل الحب و لعب العيال ، لقد جئت لكي أتعلم و أحقق أحلامي و انتمائي الشخصي

الذي أريده ، و لا أريد المـزيد عنك أو عن غيـــرك ، و ليتكم تبتــــعدون عني فــأنا لست منـــكم و سأظل وافدة غريبة عنكم إلى الأبد و يحسن أن تتركوني لحالي

•• فوجيء أحمد بنبرتها ، و علا سريعا الغضب محياه و قال و هو ينهض :

يبدو أنني أخطأت عندما بقيت •• انصرف بخطوات سريعة ، لكنه لم يذهب إلى الاستراحة بل اتجه لمبنى الكلية •• رأته ريم عندما تابعته بعيونها ، تابعت الرسم و في

داخلها بركان •• استغرقتها الأفكار فلم تتبين الظل الذي أشرف عليها من الخلف ، و لم تنتبه إلا على صوت الدكتور طارق و هو يقول :

تحت أية مدرسة فنية يندرج هذا الرسم يا ريم ؟ التفتت إليه •• و عادت للوحتها فيما اتخذ لنفسه مكانا بجوارها ، لمحت أحمد يقف بعيدا يراقبهما فعرفت أن الدكتور

طارق صديق الطلبة هو رسول أحمد و توقعت ما سيجيء فقالت بهدوء :

دكتور طارق ، لقد كان لك الفضل بعد الله في التحاقي بالجامعة ، و لهذا فلن أجحدك فضلك و سأستمع لما تريد قوله ••

فقال الدكتور :

لا شيء يا ريم ، لا أريد أن أقول شيئا معينا ، أريد فقط أن أعرف اسم ما أنت فيهتنهدت ريم و قالت :

سمه اليأس إن شئت •• ابتسم الدكتور و قال :

حسنا و هو اسم مناسب لهذه اللوحة السريالية التي ترسمينها الآن •• هل قررت تجربة نفسك في هذه المدرسة ، أعرف أنك تنتمين إلى الواقعية •• ضربت ريم اللوحة عدة

ضربات قوية بالفرشـــاة و التفتت إلى الدكتـــور طـــارق و قالت و دموعها تغسل عيونها :

أنا مهزومة يا دكتور ، مهزومة ، هل تعرف معنى الهزيمة ؟ ، معنى أن ينهار الكون من حولك ، معنى أن تنهار القيم التي ركنت إليها طويلا و شكلت نفسك و كيانك ، قيمة

أن تصادق و أن تعطي بإخلاص و أن تثبت للجميع أنك قادر على الحب و العطاء و قادر على الاندماج و التحول مع المجـــموع إلى شيء واحد ••هل جــربت يوما أن يضيع

كل هذا فجأة و تجد نفسك شيئا منبوذا ، هل جربت أن يحكم عليك الآخرون من منظارهم الشخصي دون الالتفات إلى صفاتك الشخصية ، هل تعلم مقدار الانكسار الذي يمكن أن

يعشش داخلي عندما أفاجأ أنني موضع شــك و غير جـــديرة بالــثقة و ليس من حقي أن أكون كالآخرين و أختار لحياتي ما أريــده وفق ما تربيــت عليه ، إنني في نظـــر

الجمـــيع جنسية متهمة و ليس مجرد بنت عادية ، فؤاد قال لي أنني في نظرهم الوافدة الثرية المدللة و أحمد قال لي أن لي وضعا خاصا يجب أن أراعيه ، و ابن عمي سألني

كيف لم أشعر بفكي النار من الغرباء و الأقرباء حتى ذاك اليوم ، و عمي الثالث مات و أبي في غربته يقاسي الأمرين و يكافح شوقا و حنينا مضاعفا من أجل تعليمنا و

في الوقت نفسه يصر الجميــع على أن كل هـــــذا لا يكفي ، كل هذا لا يسمــــح لي بأن أكون كالجمـــيع و أعيش مثلهم •• أنا لم أقترف ذنبا في حق أحد ، لم أتعد

على خصوصية أحد ، لم أمارس معهم لعبة التجريح منذ عرفتهم ، اتخذتهم أصدقاء و اعتقدت أنني صديقتهم ، أنني مخطئة ، منذ البداية مخطئة ، لم أكن منهم يوما و لن

يكونوا مني ، لي وضع خاص يجب أن أراعيه في الجامعة مثلما عشت عمري كله أراعيه في المدرسة ، مثلما هجرت طفولتي مجبرة ذات يوم عندما كــــان أولياء الأمور يحتـــــجون

على جــــائزة تفــوق تمنح لوافدة و أولادهم لا •• مثلما قبلت أن أعيش في الظل حتى لا ألفت الأنظار ، مثلما عودت نفسي دوما على قياس خطواتي قبل الإقدام عليها

، عــــودت نفسي دوما على حسابـــات المكسب و الخسارة في مرحلة لا يعرف فيها الصغار ما معنى المكسب و الخسارة ••

 

ببساطة يا دكتور خسرت ••

أمسك الدكتور طارق الفرشاة المجنونة في يدها و أوقفها عن اللوحة و قال و هو يرفع اللوحة الغريبة :

اسمعي يا ريم •• إذا سلمنا بأن كل إنسان يولد في هذا الكون عليه أنيتعرف على ذاته و صفاته و إمكانياته و يتكيفمع ما منحه الله أو أخذ منه ، لكي يجد له

مكانا تحت الشمس ، لعرفنا سر عظمة طه حسين الكفيف ، و أبطال السباحة المعوقين ، و لعرفنا أيضا السر في موت آلاف البشر دون أن يعرفهم أحد •• السر يكمن دائما

في ذواتنا ، في قدرتنا على تلمس هذه الذوات بكل نقاط ضعفها و قــوتها و محـــاولة تدعـيــم نقاط القوة و تهميش نقاط الضعف •• لو استسلم كل ذي عاهة لعاهته لأصبح

البشر كومة من ذوي العاهات المحبطين و لرجع الكون إلى الوراء و لم يتقدم خطوة إلى الأمام •• قيسي نفسك جيدا ، فإذا رأيت أن جنسيتك هي عاهتك في زمن يرفض العروبة

و يمج شعارات الوحدة و يبسط يده مسالما للعدو ، فعيشي ريم الفتاة التي منحها الله موهبة الرسم و القدرة على التقاط أدق الخلجات و تصوير المشاعر و الأحلام ،

انجحي في هذا و اثبتي وجودك فيه و لا تتركي المجال للإحباط أن يسكنك لأن نتيجته دائما ستكون هذا التشويه الذي رسمت •• نتيجته تهميشك أنت و فشلك أنت ••قالت

ريم بحزن و ضعف شديدين :

لكن يا دكتور طارق ، جنسيتي هي كياني و انتمائي ، و إذا رآها البعض عاهة فأنا أراها فخرا و عزة ، و إذا حاول البعض أن يجعل منها نقطة ضعف فهي في نظري سر قوتي

•• كيف أتعامل معها كعاهة إذا كان إحساسي بها يختلف عن إحساس الآخرين ، كيف أستطيع التوفيـــق بين ذاتي و ذواتهم و نــحن نــرى الشيء ذاته بنظــرة مختلـــفة

و برؤية مغايرة •• كيف يا دكتور كيف ؟

نهض الدكتور طارق و قال لريم مبتسما :

حددي المعادلة بنفسك ، أنت المعنية بها ، و أنت التي يجب أن تبحثي عن حل لها •• ليس بالعزلة و اجترار الحزن و لكن بالوقوف أمام المجـــتمع ، إما أن يستسلموا

لرؤيتك لذاتك و يعترفوا بك ككل و إما أن تستسلمي لرؤيتهم و تعيشي كما يريدون •• مضى الدكتور طــارق ، ترك ريم غـــارقة في التفكير •• حـــائرة ، تطالع لوحــتها

البشعة و تبحث عن الحل •• و عندما خفق قلبها خفقه الشديد ثانية قررت التوجه إلى عيادة الجامعة ، و بالفعل وصلت الى هناك فوجدت الطبيب منهمكا في تضميد جرح لأحــد

الطلاب و ما إن رآها حتى صاح :

آه •• ريم أخيرا جئت للسلام على الطبيب العجوز ••

كيف حالك يا دكتور سامي ؟ لقد جئت إليك كمريضة مرة أخرى

خيرا إن شاء الله ؟ أطرقت ريم قليلا فأنهى الطبيب عمله مع الطالب و أعطاه دواءً و أوصاه بأشياء ، فلما انصرف قال :

خيرا يا ريم

أشعر بالخوف ••

ماذا ؟! جلست ريم و قالت :

يوم سفر أبي انقبض قلبي فجأة و داهمني شعور عظيم بالخوف ، ظل هذا الشعور معي قرابة الساعة ، يصحبه دقات سريعة في قلبي و أشعـــر بالعـــرق يخـــرج غـــزيرا

مني ، و تراودني مشاعر رهبة ، لا أدري لأي سبب ••رغم أنه لاشيء حولي يخيف ، و هذه الحالة ظلت تتكرر عندي في فترات متقطعة أشعر خلالها أن قلبي يكاد يقف من الخوف

، هكذا دون أسباب ملموسة ، و في الأيام الأخيرة أصبح هذا الشعور يلازمني ليلا عندما أدخل لأنام و صباحا عندما أستيقظ ، كأنني أتوقع شرا دائما •• و اليوم جاءني

هذا الشعور قبل قليل •• قلت أستشيرك علك تجد السبب ••خاصة و إنني بت أفيق مذعورة بمجرد أن يوقظني أحدهم •• كأنه يحمل لي الموت ••

ابتسم الطبيب و قال :

لا يوجد في العيادة كما ترين أدوات و أجهزة تساعدني في تشخيص هذه الحالة ، لابد من عمل رسم قلب أولا للتأكد من أن القلب بخير ، لكنني يمكنني أن أساعدك بطريقة

اخرى •• تطلعت ريم إليه متسائلة فأكمل :

أشك في أن مشاعرك هذه هي من قبيل الضيق النفسي ، نحن نتضايق أحيانا فنعبر عن ضيقنا بأساليب مختلفة ، البعض قد يصيح و يصرخ و البعض قد يبكي و البعض قد يشعر

بالآم عضوية في بطنه أو يديه و البعض تتزايد دقات قلبه و يستشعر خوفا مجهول الأسباب مثلما يحدث معك ، فما الذي يضايق طالبتنا الصغيرة ؟ ابتسمت ريم رغما عنها

و قالت :

المضايقات كثيرة في هذه الحياة يادكتور

فقال الطبيب و هو يجلس قربها :

نعم ، هذا صحيح ، و لكنك مازلت صغيرة على الشعور بالضيق حد المرض ، و لابد أن تكوني أقوى حتى لا يتغلب عليك إحساسك و يصبح مرضي فعلا •• تنهدت ريم و قالت :

و ما المطلوب الآن ، هل تحولني إلى مستشفى الجامعة لأجري رسم القلب الذي تريد ؟ أطرق الطبيب و قال :

في الواقع يا ريم ، هذا أمر صعب قليلا ، فبالنظر إلى كونك لست مصرية يصعب أداء هذه المهمة لك ••